ثلاثون عاماً وسيفك فوق رقاب الأنام
وقوات أمنك تحصدنا بالرصاص وترشقنا بالسهام
وسرب كلابك ينهش فى لحمنا والعظام
ثلاثون عاماً يحزمنا الأمن من كل صوب بألف حزام
فلا نستطيع الحراك ولا نستطيع الكلام
ثلاثون عاماً وعين المباحث ساهرة لا تنام
لتحرس فوضى تسمى النظام
ثلاثون عاماً وأنت تقلبنا كالدجاجة فوق اللظى بانتظام
وتسعى لتحويلنا من اناس لسرب نعام
ثلاثون عاماً من الكذب والغش والانفصام
ومن دولة الفعل عكس الكلام
ثلاثون عاماً أضعت بلاد الكنانة فيها
وفوق الخراب جلست على كومة من حطام تراقب مأساتنا بابتسام
أيا من تسود بالصبغ شعرك سودت أيامنا بالسخام
ثلاثون عاماً ونحن حفاة نطوف بعرشك مثل الدراويش حول المقام
ثلاثون عاماً ونحن المطية تركبنا كالبغال وتسحبنا باللجام
وفى اسطبل حكمك نأكل تبناً ونشرب نقعاً
وأنت المصون الذى لا يضام
ثلاثون عاماً وإعلامنا كجوارى القصور لكل رجال البلاط ينام
ويخلع فى وصلة «استر بتيز» ثياب الكرامة والاحترام
وفى كل يوم يسبح باسم الرئيس الهمام
ويلحس كعب حذاء «المدام»
ايا من تصورت أن الملك يديك الدوام
وأن الرياسة حكر عليك فوحدك أنت الزعيم الإمام
ونحن الذباب ونحن الهوام
بأى المقاييس تحكم
إن كنت لا تعرف الفرق بين الحلال وبين الحرام
ولست تميز ما بين الاستسلام وبين السلام
وتخلط ما بين حلم العروبة والاحتلام
كفانا ثلاثون عاماً كبيساً
من الفقر والقهر والسل والذل والانهزام
ولا عاد عهد نشاهد فيه الرئيس إلهاً
وشعب الرئيس سجوداً قيام
عبدالله عثمان
من مواليد 1948 وتم تكريمه فى مهرجان الدولة 2008، ومثل مصر فى ملتقى الشارقة للشعر العربى يناير 2010، وله عشرة دواوين جاهزة تحت الطبع.