x

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة

الثلاثاء 12-04-2011 22:07 |

هل حان الوقت لانتفاضة عربية شاملة لتحرير المسجد الأقصى؟ وهل ينجح الـ«فيس بوك» فى «حشد» ملايين من العالم العربى وملايين اللاجئين الفلسطينيين «للزحف» نحو تحرير الأقصى مثلما أبدى نجاحاً ساحقاً فى حشد الملايين المطالبين بالحرية فى مصر ومن قبلها تونس؟


تسود القيادة والأوساط السياسية الإسرائيلية حالة من القلق والخوف على مصير الكيان الصهيونى إثر التطورات، التى سادت المنطقة العربية، فالشعوب العربية قد أفاقت من غفوتها وانتصرت على النظم الاستبدادية، التى كانت تتحكم فيها، فهل يصعب عليهم الآن التوحد حول هدف أسمى وهو تحرير المسجد الأقصى، واستعادة القدس، وهو حلمهم الأساسى الذى طالما ناضلوا من أجله؟


يأتى هذا القلق الإسرائيلى نتيجة اندلاع موجة الاحتجاجات العارمة فى الوطن العربى منذ مطلع عام 2011، التى أسفرت عن سقوط نظام بن على فى تونس، ومن بعده مبارك فى مصر، ومازالت الاحتجاجات مستمرة فى ليبيا واليمن والأردن والبحرين وغيرها، وقد ازداد هذا القلق الإسرائيلى إثر دعوة مجموعة من الشباب الفلسطينى عبر الموقع الاجتماعى «فيس بوك» للخروج فى مسيرات مليونية يوم 15 مايو 2011، وهو ذكرى نكبة 1984، وأطلقوا عليها اسم «مسيرة العودة إلى الأراضى المحتلة» معتمدين فى ذلك على قرار الأمم المتحدة رقم 194، الذى ينص على حق الشعب الفلسطينى فى العودة إلى المدن والقرى، التى تم تهجيرهم منها نتيجة حرب 1984، وقد أشاروا فى دعوتهم إلى أن الانطلاق سيكون من 30 نقطة تنتشر على طول حدود الدول المحيطة بفلسطين، وهى الأردن وسوريا ولبنان ومصر، وبعدها بفترة سيكون زحف جميع الدول الإسلامية.


ومن أشد ما يقلق الإدارة الإسرائيلية فى هذا الشأن هو أن عدد الفلسطينيين الذين يعيشون خارج حدود فلسطين التاريخية يزيد على خمسة ملايين، وهو عدد ضخم جداً ناهيك عن الملايين من العالم العربى الذين سينضمون إليهم نتيجة روح الثقة بالنفس التى تشهدها الأمة بعد أن تحررت من قيود أنظمتها القمعية، الأمر الذى دفع الشباب القائمين على الدعوة لاستغلال هذه الروح فى حشد الملايين من العالم العربى، للزحف نحو فلسطين فى مسيرات مليونية ومظاهرات سلمية.


فهل سينجح الـ«فيس بوك» مرة أخرى فى حشد الملايين من الشعوب العربية لتحرير القدس مثلما نجح فى حشدهم لتحرير بلادهم من الحكام المستبدين؟ والأهم من ذلك كله هل هذه الأعداد المتزايدة التى تشترك فى الصفحات المنتشرة على الـ«فيس بوك» ستعكس شيئاً على أرض الواقع، أم أن الأمر سينتهى بالشعوب العربية - من وجهة نظر أشد الناس تفاؤلاً – بخروج بعض مظاهرات الغضب فى الشوارع، ونجد فى اللحظة الحاسمة الإخوة الفلسطينيين هم الذين يواجهون قنابل الغاز والرصاص المطاطى والرصاص الحى وتتعرض بيوتهم للقصف ويعتقلون ويسجنون ويعذبون؟ وهل ستقف الدول العربية رسمياً بجانب هذه الانتفاضة وتقدم الدعم لها؟! هل ستستخدم الدول النفطية سلاح النفط؟! هل سيقف العرب فى مواجهة أمريكا وإسرائيل؟! والسؤال الأخطر هل ستقف السلطة الفلسطينية نفسها مع الانتفاضة بعدما صرح محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، برفضه اندلاع الانتفاضة الثالثة، أم أنها ستنضم لمعسكر الاحتلال ضد الانتفاضة وتخسر كل شىء.

محمد عيد بلبع

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية