x

أحمد الحريرى المتحدث باسم «تيار المستقبل»: حزب الله «فصيل إيرانى» فى لبنان

الأحد 13-01-2013 00:41 | كتب: أمل سرور |
تصوير : حسام دياب

قال أحمد الحريرى، المتحدث الرسمى لتيار المستقبل ولحركة «14 آذار»، إن هناك «حرباً أهلية» وصفها بـ«الباردة» موجودة فى لبنان، مشيرا إلى أن حزب الله هو «فصيل إيرانى» رغم جنسيته اللبنانية.

وأضاف فى حوار مع «المصرى اليوم» أنه من الخيال الاعتقاد بأن أحداً سيهزم حزب الله بالسلاح، لأن الحزب سلاحه الأساسى التوازنات السياسية لأنه مشروع إيران بالمنطقة، ولن يُهزم إلا بتغيير التوازنات السياسية بالمنطقة وهذا يريد نفساً طويلاً. وإلى نص الحوار:

هل لبنان ذاهب إلى استقرار أم تأزم أمنى أم حرب أهلية تعيدنا إلى شبح الحرب الأهلية القديمة فى لبنان؟

- لبنان تعيش ظروفاً غبر طبيعية منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريرى منذ 2005، وتحديداً فى «14 آذار»، وكذلك سلسلة الاغتيالات والنزاعات الأهلية، ومطالبات إسقاط الحكومة، إذن فلبنان تعيش حالة حرب أهلية باردة، ولاشك أن اللبنانيين فى قرارة أنفسهم لديهم قرار بألا يعودوا مرة أخرى، ولذا لن تكون هناك حرب أهلية.

والمشكلة فى البلاد أنه حينما جاء الرئيس الحريرى لبناء البلاد تم اغتياله، فقد كان يحاول تحويل لبنان من دولة عالم ثالث إلى دولة قوية اقتصادياً، ولدينا مقومات ذلك من الطاقة البشرية إلى الموارد.

ولبنان محاط بجغرافيا صعبة من جهة المحتل الصهيونى والنظام الديكتاتورى الذى حكم البلاد منذ السبعينيات، وإسرائيل اليوم فى أضعف أوقاتها لأن الدول العربية تتحول إلى الديمقراطية، لكن إسرائيل لن تظل النظام الديقراطى الوحيد فى عيون الغرب، وهذه نقطة ضعف تنخر فى عظام الكيان الصهيونى.

من ناحية أخرى، فالنظام السورى يتآكل وسيسقط، وسيتشكل نظام جديد غير نظام آل الأسد بما يمثل حماية لاستقرار لبنان، وعلينا أن نسير فى هذه المرحلة بالاستقرار الممكن ونحن نعرف أن الصهيونى سيغذى النزاعات الطائفية وكذا السورى لن يصمت.وعلى اللبنانيين أن ينتبهوا، قيادات وشعباً وساسة، لضرورة الوصول إلى بر الأمان.

■ لاشك أن هناك انقساماً فى لبنان بين جبهتى 8 و14 آذار.. لماذا يرفض تيار المستقبل الجلوس على طاولة الحوار لحل الانقسام؟

- بداية لقد قام تيار «8 آذار» بمظاهرة كبيرة سموها «شكراً سوريا»، وشارك فيها حزب الله ومعه أحزاب أخرى، فردّ عليهم تيار «14 آذار» باسم حرية وسيادة لبنان.

وأذكر أننا جلسنا على طاولة الحوار بعد انتخابات 2005 ولم ينفذ منه شىء، وبعد اتفاقية الدوحة مددنا أيدينا واتفقنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية فتحولت لحكومة تعطيل، وفى 2009 مددنا أيدينا فى نفس ليلة فوزنا بالانتخابات قبل أن نذوق طعم النصر، وشكلنا حكومة وحدة وطنية بعد أقل من ستة أشهر ولم تؤد إلى نتيجة، وتحولت الاتفاقية السعودية ـ السورية إلى اتفاقية استسلام وهذا ما رفضه الرئيس الحريرى فكان العقاب هو إخراجه من الحكومة.

وحينما تمنى العرب أن نعود إلى طاولة الحوار مرة أخرى منذ عام، عدنا للحوار وكانت النتيجة هى عودة الاغتيالات، الآن ومع هذه الحكومة المشكلة بالقوة والضغط والانقلاب لا يمكن أن نجلس على مائدة حوار، ولقد راعينا الاستقرار من قبل ولكن مع عودة القتل لن نعود إلى الحوار.

■ هل الخلاف الرئيسى إذن حول الحكومة؟

- بالطبع لا، الخلاف الرئيسى هو أن «8 آذار» لديه أجندة خارجية مع إيران، أما «14 آذار» فسقفها هو لبنان ومصلحتها كدولة وينسق علاقاته بكل الدول على هذا الأساس، ولهذا نحن نعتبر أن حزب الله هو فصيل إيرانى بلبنان.. صحيح أنهم لبنانيو الجنسية لكنهم إيرانيو القرار.

■ لماذا هناك تراشق دائم بالاتهامات بين الفريقين وحديث دائم عن الخيانة والعمالة؟

- هذا قاموسهم، ونحن فى 2005 ومع استشهاد رفيق الحريرى لم نتهم أحداً ولملمنا دماءه كى لا تستثير فتنة طائفية بلبنان، وتاريخياً الاغتيالات دائماً ما كانت تصنع فتناً طائفية ببلادنا.. فمع اغتيال كمال جنبلاط هجم الدروز على المسيحيين وقتلوهم بالضيع، ومع اغتيال «فرنجى» قتل المسيحيون بعضهم البعض، ولكن مع اغتيال «الحريرى» لملمنا دماءه ووضعناها بمحكمة دولية لعدم ثقتنا بالقائمين على القضاء اللبنانى وقتها، الذى كان يقوده سوريون.

ولكن حزب الله بعد حرب تموز بدأ فى سياسة الاستعلاء والفصل بين اللبنانيين ما بين شرفاء وعملاء، ووطنيين وخونة، واستمروا حتى الآن فى هذا الخطاب.. وحسن نصرالله مثل الشيعة يقول للسنة إنكم عملاء وينتقى فقط من اشتراهم بالأموال والسلاح، وأغلبية السنة محتقنون بسبب هذا الخطاب ما أدى لانفجارات عديدة مثل موضوع صيدا.

■ ما تعليقك على بداية ظهور تيار أصولى وجماعات متشددة فى لبنان؟

- التيار السلفى كان موجوداً فى لبنان منذ قديم الأزل، لكنهم لم يكونوا جهاديين، وما يقوم به حزب الله من ضغوط جعل فكرة السلاح بالسلاح مترسخة، ولكن نحن كتيار المستقبل لا يمكن أن نوافق على هذه الفكرة لأن إعداد العدة للانتصار على حزب الله يحتاج إلى 30 عاماً على الأقل لأنه موجود منذ عام 1979، ولا يمكن لطرف جديد أن يتكون ثم يقول إنه سيهزم حزب الله.

■ يزعم البعض أن هذه التيارات السلفية مدعومة من دول عربية؟

- أنا لا أدرى شيئاً عن ذلك، ولكن من الواضح أنه لا يوجد أى شكل من أشكال الدعم للتيارات الأصولية بلبنان، والوضع ليس كما فى مصر، فقطر لم تتدخل لدعم أحد كما يحدث مع الإخوان أو السلفيين فى مصر، ولكن من الممكن أن يحدث ذلك فى أى وقت فى لبنان.

■ وما رأيك فى تفكير حركة الأسير فى أن تكوّن جناحاً عسكرياً خاصاً بها؟

- لو كانوا قادرين على هزيمة حزب الله فليس لدىّ مشكلة، ولكن إذا كان هذا سيدفعنا إلى خطوة لإحباط الناس مرة أخرى فهذا خطير للغاية، ولكى نكون واقعيين ولا نحلم فسلاح حزب الله لا ينفد بالنزاع، ومن الخيال أن نقول إن أحداً سيهزم حزب الله بالسلاح فهذا وهم. وعلينا أن نؤكد أن حزب الله سلاحه الأساسى هو توازناته السياسية فهو مشروع إيران بالمنطقة، ولن يهزم إلا بتغيير التوازنات السياسية بالمنطقة وهذا يريد نفساً طويلاً.

■ ولكن يقال إن سلاح حزب الله موجه للعدو وليس للداخل اللبنانى ؟

- ليست لدينا أى مشكلة أن يكون سلاح حزب الله تحت إمرة الجيش اللبنانى والحكومة، ولكن ما يحدث أنه تحت إمرة إيران.

■ إذن أنت تعترف بأن حزب الله يعد دولة داخل الدولة؟

- بالتأكيد، ونحن نعتبر أن هذه الحكومة الحالية تغطى تلك الدولة، فالقرار فى الحكومة قرار حزب الله على عكس الحكومات السابقة.

■ لا يمكن أن نتحدث عن لبنان والانقسام إلا ويقودنا هذا إلى التساؤل عن سبب الانقسام حول الموقف مما يحدث فى سوريا؟

- هناك حجتان، الأولى لنا وهى أننا منذ بداية الثورة السورية أصدرنا بياناً ندعم فيه خيارات الشعب السورى فى اختيار الحرية، وأكدنا أننا نعرف الشعب السورى كشعب راشد يستطيع أن يصل إلى احتياجاته دون تدخل خارجى.

أما الطرف الآخر فقد لاذ بالصمت، ولم يكن دعمه علنياً للنظام السورى مثلما يحدث اليوم، ولكن السيد حسن نصرالله أكد أن ما يحدث فى سوريا يؤثر على طريق إمداده كمقاومة، ولكن حجته ضعيفة دينياً وإنسانياً، فكيف له كحزب دينى أن يوافق على المجازر التى تحدث بسوريا، وكيف يقول إنه مناصر للقضية الفلسطينية ويوافق على ما يحدث فى سوريا، ولكن الحقيقة أنه يساعد النظام السورى لأن سقوط بشار يعنى انقطاع خط الإمداد الإيرانى بالسلاح والعتاد والقوة البشرية.

■ كيف ترون الربيع العربى؟

- بالطبع هناك إنجاز فى المرحلة الأولى، وهى إسقاط النظام، أما المرحلة الثانية فهى أن الثورة تأكل نفسها من الداخل لأن الثورة لم تكن ثورة سياسية أو بسبب عدم مشاركة المواطنين فى صنع القرار، بل كانت ثورة اقتصادية اجتماعية بسبب الجوع والفقر، ولكن هذه الثورة بدأت تذهب إلى السياسة رغم أن بدايتها كانت من الشباب العاطلين والفقراء، واليوم نحن فى مرحلة بداية عودة المواطنين إلى تكوين الأحزاب وهو ما يحدث صراعات لأن الأكثر تنظيما هو من سيربح كما حدث مع الإخوان فى مصر وفى تونس، وهم القوى المقموعة.

■ ألا ترى أن هناك سؤالاً يطرأ فى ذهن الجميع حول سر وصول التيار الإسلامى إلى السلطة فى دول الربيع العربى؟

- هذه نتيجة طبيعية، وكما قلت فإن التيار الاسلامى على سبيل المثال فى مصر هو الأكثر تنظيما، كما أنه أكثر من تعرض للظلم من جانب النظام السابق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية