لقد صوّتُ بـ«نعم» فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، ولم يكن تفضيلى هذا باتاً أو قاطعاً، بل إننى ملت إلى «نعم» بنسبة 55٪ مقابل 45٪ للخيار «لا»، أى أننى لم أقل «نعم طبعاً» أو «لا بكل تأكيد»، شأنى فى هذا شأن الكثيرين، حيث إن كلا الطرفين امتلك من وجاهة الرأى وحصافة الفكر ما يجعل الارتباك من نصيب الجميع!! ولا أخفيكم سراً أننى تمنيت أن تكون النتيجة النهائية «لا» فأكون حينها قد نلت إحدى الحسنيين!!..
والآن أقول لكل من صوتوا برفض التعديلات: أستحلفكم بدم كل شهيد سقط أن تستمروا فى تعزيز هذا الحراك الديمقراطى المجتمعى، الذى لم يكن لينجح لولا اختلاف الآراء، وفعلوا من أسلوبكم لتجعلوه أكثر قدرة على الوصول إلى قلب المجتمع وأغلبيته قليلة الثقافة والدراية السياسية، تلك الغالبية التى كنا نسميها فيما مضى «الأغلبية الصامتة»، التى اختارت الآن أن تتحدث وتخرج عن صمتها!..
وليعلم الجميع أن التحدى الأكبر هو «الانتخابات التشريعية».. فلا تسلموا عقولكم لمن بلا فكر أو قلب، ولنحكم جميعاً عقولنا - هبة الله لنا - لقد خدعونا حينما زعموا أن المصريين غير قادرين إلا على اختيار «طعم الجمبرى»!! ولكنهم أثبتوا أنهم أعظم من ذلك بكثير، حينما اختاروا وطناً بطعم الحرية، ومستقبلاً بنكهة الأمل، وحياة بلون الكرامة.