x

أسامة سعد قائد التيار الناصري: «الإخوان» قفزت على «الحكم» مقابل تنازلات كبيرة فى العلاقة مع إسرائيل وأمريكا

الأحد 13-01-2013 00:42 | كتب: أمل سرور |
تصوير : حسام دياب

صيدا هى المسرح الرئيسى للفتنة بين سنة وشيعة لبنان، وشهدت مؤخرا حادث إطلاق النار بين أنصار الشيخ الأسير وأنصار حزب الله أثناء إحياء ذكرى كربلاء، وتسود المدينة أجواء من التوتر الخفى والهدوء الذى ينذر بخطر وشيك.

عن الوضع الملتهب فى لبنان، وشبح الحرب الأهلية، والأوضاع الراهنة فى مصر والمنطقة العربية، تحدث أسامة سعد، قائد التيار الناصرى بلبنان، الذى تحالف مع تيار 8 آذار وحزب الله، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، قائلا إن جماعة الإخوان المسلمين قدمت تنازلات كبيرة فى علاقة مصر بإسرائيل وأمريكا مقابل الوصول للحكم، وإن ما فعله الرئيس محمد مرسى بشأن الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة لم يستطع الرئيس السابق حسنى مبارك فعله.

وأضاف أن مشروع التفتيت والفتنة يستهدف جميع الدول العربية، ومنها دول الخليج، رغم تمويلها الجماعات المشاركة فى تنفيذ هذا المشروع، حسب قوله، وإلى نص الحوار:

ما تفسيرك لظهور حركة الشيخ الأسير بصيدا؟

- حركة الشيخ الأسير ليست منعزلة، بل لها مثيل فى كل العالم العربى، فهناك دول عربية ترعى مثل هذه الحالات فى أكثر من بلد عربى لتوظيفها فى مشروع سياسى مرتبط بالمشروع الأمريكى والصراع الدائر بالمنطقة، بدءاً من الملف النووى الإيرانى، مرورا بملف سوريا وما يحدث هناك، ثم القضية الفلسطينية ومحاولات «حلحلة» هذه القضية.

■ وهل تعتقد أن ظهورها له علاقة بالأزمة السورية؟

- المقاومة فى لبنان، أياً كانت هويتها، لا يمكن أن تستغنى عن العمق الاستراتيجى السورى، ولا يمكن أن توجد مقاومة فعالة فى لبنان دون أن تستند إلى عمق عربى، يبدأ من الساحة السورية، وبالتأكيد كل الأطراف اللبنانية ـ سواء مؤيدة أو معارضة ـ يتدخلون فى الحدث السورى، وشمال لبنان هو البوابة اللبنانية للتدخل فى الأزمة السورية، وصيدا هى البوابة الأخرى للتأثير فى الملف الآخر وهو ملف سلاح المقاومة، إذن نحن أمام بوابتين: واحدة فى الشمال لها علاقة مباشرة بالحدث السورى وأخرى فى الجنوب لها علاقة بملف سلاح المقاومة، كونها ممراً إجبارياً حتمياً يربط بيروت بجنوب لبنان، فضلا عن أنها تحتضن أكبر المخيمات الفلسطينية بلبنان، وبها تنوع سياسى ودينى، من مسيحيين ومسلمين سنة وشيعة ودروز، وهى تمثل تماسكا وطنيا، ولكن ما أزعج المدينة فى الفترة الأخيرة هو أن هناك مجموعة من الناس – حركة الشيخ الأسير- حاولت فرض توجهات على المدينة بالقوة، وقالت إن السلطة اللبنانية أمامها 24 ساعة لإزالة لافتات حزب الله وإلا ستزيلها بالقوة، وتفاوضت السلطة مع حزب الله لإزالة اللافتات استجابة لمطالب الأسير، والصراحة أن حزب الله استجاب وقال إنه استجاب لا لضعف بل لقطع الطريق على الفتنة، ولكن حركة الشيخ الأسير أصرت على العنف وسقط ضحايا.

■ إذن ترى أن هناك مشروعا يسعى لإشعال الطائفية؟

- نعم، وهو يحظى بغطاء سياسى وإعلامى ومالى من دول عربية وأطراف لبنانية، مثل تيار المستقبل وبعض قوى الإسلام السياسى، وفريق 14 آذار، وهو لم يتوقف عن خطاب التحريض الطائفى.

■ ترى ما السبب فى السعى لإحداث فتنة سنية شيعية تحديدا؟

- لأن من يحمل راية المقاومة هو حزب الله، وهو شيعى، وهذه نقطة ضعف فى المقاومة، ونحن نعرف أن المقاومة تقود النضال ضد العدو الإسرائيلى، ولكن خصومها يستخدمون تلك النقطة للانقضاض عليها، واختيرت صيدا لتكون مسرح الأحداث لأن موقعها يؤهلها لتكون مرتكزا لتطوير مشروع المقاومة مع العدو، أو تكون بداية مشروع فتنة كبرى.

■ من وجهة نظرك ما الهدف من وراء تأجيج هذا الصراع؟

- تفتيت الأمة العربية كلها وهدر طاقاتها لفرض الهيمنة والسيطرة وإطالة عمر المشروع الصهيونى، وضرب كل ما يجمع الوطنية والعروبة، وهو ما يحدث فى كل القطر العربى، مصر وليبيا والعراق وحتى الخليج الذى يساهم ويمول كل هذه الجماعات التى تساهم فى مشروع التفتيت، هو نفسه مستهدف فى مشروع الفتنة والتفتيت.

■ وما السبيل لمنع حدوث هذا السيناريو؟

- نعمل من أجل التأكيد على ما يجمع مكونات مجتمعنا وأمتنا وشعوبنا، وأن نواجه المشروع، والصراع ليس سهلاً، ولكن ليس أمامنا خيار آخر، وأنا على يقين أن مشروع توحيد الطاقات العربية للنهوض بأمتنا سينتصر فى النهاية.

■ بم تفسر إصرار التيارين (المستقبل و14 آذار) على رحيل الحكومة وتحميلها مسؤولية اغتيال الحسن؟

- بسبب انهيار التفاهم السعودى - السورى تم إقصاء فريق الحريرى و14 آذار عن السلطة، وتم ذلك بشكل ديمقراطى، وانقلبت كتلة النائب وليد جنبلاط ونجيب ميقاتى على 14 آذار وشُكلت الحكومة وأقصت فريق الحريرى و14 آذار معا، والذين تم إقصاؤهم من الحكومة اعتبروا أن جنبلاط وميقاتى انقلبا عليهم وسلما السلطة لفريق 8 آذار، ولذلك هم يسعون الآن لإسقاط هذه الحكومة ونحن نعرف أن إسقاطها يعنى سقوط لبنان فى الفوضى، ونحن مع الخيارات الوطنية لفريق 8 آذار، لكن لسنا مع كل الأطروحات التى يطرحونها بل نلتقى معهم فى مواقفهم بالمشروع الوطنى والمقاومة والصراع مع العدو الإسرائيلى والبعد الاستراتيجى للعلاقة مع سوريا، لكننا لسنا مع توجهات 8 آذار فيا يتعلق بالنظام السياسى فى لبنان، وندعو لإصلاح النظام السياسى اللبنانى وإلغاء ما به من طائفية وإجراء انتخابات خارج القيد الطائفى وتحويل لبنان إلى دائرة واحدة مع النظر إلى النسبية، وخفض سن الاقتراع وضمان إشراف قضائى على الانتخابات، ولسنا مع استمرار السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى تقوم بها الحكومة الحالية.

■ ما سبب تأييدكم للنظام السورى؟

- نحن مع سوريا الموحدة والآمنة والمستقرة والمتقدمة ولسنا مع أى نظام، الأنظمة تأتى وتزول، والاستهداف حاليا يتجاوز النظام ويستهدف سوريا كبلد، ونحن مع مطالب الشعب السورى فى تحقيق عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، ونرى أن الحل لا يمكن أن يكون أمنيا أو عسكريا، إنما يجب أن يكون سياسياً عبر حوار وطنى شامل يفضى إلى تحقيق مطالب الشعب السورى فى الحرية والعدالة الاجتماعية، والتنظيم الشعبى الناصرى ضد التدخل الخارجى أو السلبى الذى يسعى لمزيد من إشعال الوضع، وما يحزن أن بعض الدول العربية تصب الزيت على النار بدلاً من معالجة الوضع، ونأسف أن نقول إن سوريا ستستنزف جيشاً وشعباً واقتصاداً، لأن إمكانية السلم غير متوفرة لدى أى طرف من الأطراف، والتدخل الأجنبى غير مطروح لأن الجانبين الصينى والروسى وضعا خطا أحمر أمام الخيار العسكرى المباشر.

■ فى حال تسوية الأزمة السورية سلميا كيف سيكون المشهد السياسى بالمنطقة؟

- ستكون أمام خيارين، الأول أن تقسم السلطة بين روسيا، والصين، وإيران، وأمريكا، والسعودية، وقطر وتركيا، أى أن السلطة ستكون سلطة موحدة ولكن مركبة على أساس المحاصصة المذهبية، كما هو حال لبنان والعراق، أى أنها لبننة الوضع فى سوريا كما حدث من لبننة العراق، وبهذا تتحول من المواطنة إلى الطائفية، أما الخيار الثانى فهو أن تكون الأطراف الدولية والإقليمية بسوريا مقسمة تماماً، وبهذا تتحقق الخسارة لنا جميعاً ولأمننا القومى العربى ولمشروع النهضة العربى، والحق نحن نجد أن الخيارين يؤديان إلى خسارتنا.

■ وماذا لو سقط الرئيس السورى بشار الأسد؟

- الفوضى ستعم ليس فى سوريا فقط بل فى المنطقة بأكملها، حتى دول الخليج لن تكون بمنأى عن الفوضى، والأردن أيضا هناك حديث عن صراع فلسطينى ـ أردنى، وهناك حديث عن أن غزة يمكن إلقاؤها فى مصر، وما تبقى من الضفة من فتات سيلقى بالأردن ثم يسقط الملك الأردنى، ويمتد أثر الفتنة السنية الشيعية إلى العراق ثم دول الخليج.

■ مازالت ثورات الربيع العربى تمر بمرحلة عصيبة، كيف ترى المشهد؟

- هذه الثورات قامت من أجل أهداف نبيلة، ولكن تم تطويقها وتمكن المشروع الأمريكى والرجعى العربى من احتوائها، ولكن سيستمر الوضع حتى حين، وأنتم فى مصر تعرفون جيدا أنه حتى لو وصلت قوى انتهازية للسلطة قفزاً وقدمت مقابل ذلك تنازلات لا يعنى أن الثورة انتهت، وقد تم إسقاط أهداف أساسية من هذه الثورات، مثل البعد القومى والقضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل، وما حدث أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر قدمت تنازلات كبيرة فيما يتعلق بالعلاقة مع أمريكا وإسرائيل، فما قام به النظام الإخوانى أو الرئيس محمد مرسى لم يستطع الرئيس السابق حسنى مبارك أن يفعله فى موضوع الأنفاق أو قضية غزة وما إلى ذلك، وأنا أعرف أن هذه الموضوعات أثرت تأثيراً كبيراً على الفلسطينيين فى غزة.

وأنا أقول إن هذا المشهد يدعو إلى الأسى ولكن لا يدعو إلى اليأس، فما جرى بمصر وتونس يشير إلى أن هذه الأمة تمتلك من الطاقات والإمكانيات لفرض التغيير الكثير، وإن شاء الله سوف تنهض أمتنا فى يوم من الأيام لتتحقق أحلام وطموحات شبابها فى حياة كريمة وعزة وكرامة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية