أنا ممن يعتقدون أن تعذيب البشر أمر يتعلق بالخالق فقط وليس لبشر أن يعذب بشراً، ومن يفعل ذلك يحاسبه المولى حساباً عسيراً، ومن المؤكد أن لدينا فى الأمن أساتذة فى التعذيب يفوقون كفاءة نظرائهم فى الولايات المتحدة الأمريكية!!
وأذكركم بما نشر فى «المصرى اليوم» فى نوفمبر 2006، وكشفت عنه الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) عن اعترافات الشيخ الليبى الذى اعتقلته أمريكا فى أفغانستان فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر ونقلته إلى القاهرة وفى أحد السجون المصرية وتحت التعذيب الرهيب اعترف الليبى بوجود صلة بين تنظيم القاعدة وصدام حسين، ونقلت القاهرة تلك المعلومات التى وجدت سبيلها لأعلى المستويات السياسية فى الولايات المتحدة الأمريكية وليستفيد منها وزير خارجيتها السابق كولن باول كحجة رئيسية لشن الحرب على العراق خلال اجتماع مجلس الأمن فى فبراير 2003!!
ولقد كتبت عن ذلك هنا بتاريخ 11 نوفمبر 2006 بعنوان (ضرب القفا شفا)!! والغريب أن مبارك ونظامه أنكرا ما ادعاه الرئيس بوش فى مذكراته المنشورة العام الماضى، وذكر فيها أن ما قدمته القاهرة كان حجة رئيسية لتبرير الحرب على العراق.. وقد ثبت عدم صحته!! ألا يجب محاكمة المسؤولين عن تلك الكارثة.. أم سنستمر فى سياسة الطناش؟!