ظلت ثورة يناير نقية خالصة لثوارها حتى لحظة إعلان تنحى الرئيس السابق، من هذه اللحظة، وحين ثبتت الرؤية، وتحقق أكبر مطلب للثوار، فكر الآخرون الذين لم يتدخلوا فى الثورة، من بدايتها، واكتفوا بمراقبة الثوار من الخارج، وتطورات الموقف يوماً بعد آخر، بسبب خوفهم من ناحية، أو بسبب عدم توقعهم نجاح الثورة بأى نسبة كانت من ناحية أخرى، فآثروا السلامة والابتعاد عن الساحة، على طريقة «من خاف سلم».
ولكن بعد نجاحها، سارع هؤلاء وأولئك إلى الهجوم على الكعكة «ليقضموا» أكبر «قضمة» منها، لينهشوا منها كل ما استطاعوا إليه سبيلا، ناسبين لأنفسهم أنهم هم الذين ثاروا وأنهم هم الذين نجحوا وأنجحوا معهم الثورة، ولذلك فهم الأحق بنتائجها وبجنى ثمارها.
وعلى هذه الفريضة - غير الحقيقية وغير الواقعية - رغب كل فريق من هؤلاء وأولئك، فى خصخصة الثورة ونتائجها لصالحه وصالح المجموعة التى تنتمى فكرياً لأيديولوجيته، وهذا ما هو مطروح فى الساحة اليوم، وعلى مسمع ومرأى من الجميع، وأشهرها ما ظهر بعد الاستفتاء الأخير، ولكن الشعب المصرى الأصيل لن يترك هؤلاء يلعقون دماء الشهداء. أيها السادة.. أعيدوا لنا الثورة المجيدة.. النقية الصافية.. الوطنية بكل مقياس، وكفانا شر ما حدث من الخصخصة فى الأيام الخوالى، ودعونا ننعم بالثورة ونجنى جميعاً نتائجها، لا وأدها بالخصخصة.
محام بالنقض