إلام نرى التمهل فى العقاب لمن لم يُمْهلونا فى الخراب
فكانوا فى التكالب فى سِبَاق وإسراع بسطو وانتهاب
وعاثوا كل ناحية فسادا ونهباً فى الذهاب وفى الإياب
ولم يُبقوا لهذا الشعب شيئاً يعيش به ولو بعض السراب
فباعوا الأرض بالثمن الزهيد لترفعهم إلى أوج السحاب
وعاشوا فى قصور وافتخار ليُدفن غيرهم وسط التراب
وفازوا بالمناصب والعطايا ليحيا الشعب ذل الاكتئاب
أصابوا الاقتصاد بكل سوء فكم نهبوا الموارد فى استلاب
وكم باعوا مصانع ذات نفع لتغدو دون نفع كاليباب
وخيرات الزراعة دمروها بأسمدة تضر بلا حساب
وتبوير الأراضى كل حين بلا تجريم فعل أو عقاب
وإهمال الدراسة والتردى بأنواع المناهج فى اضطراب
وتاهت كل أبحاث العلوم وضاعت فى صراع واحتراب
وقامت ثورة الشعب المجيد لتوقف نهش أطياف الذئاب
وكنا نرتجى عدلاً سريعاً يرد الاعتبار بلا غياب
فأفضل ما يكون العدل تواً ليردع من يفكر فى اقتراب
فإن العدل إذ يمشى بطيئاً يساوى الظلم فى وقع العذاب
فهيا سارعوا بالعدل نصرا ليسمو نوره فوق الشهاب
وهيا قبل أن يخبو سناه ويصبح حلمنا بعد الذهاب
فبالتعجيل بالعدل انتصار لثورتنا وفخر للشباب
كفر الدوار
