x

أنا قلت «نعم» ومتضايق من المثقفين

الثلاثاء 29-03-2011 21:43 |

تظل قيمة أن «الخلاف لا يفسد للود قضية أبداً» هى القيمة الأساسية للاستفتاء، لكن المصرى يسمح لكل من خالف الآخر أن يتهمه فى فهمه وفى إمكانياته العقلية وبأنه مشوش الذهن لايفهم!


فالحقيقة التى أفخر بها أننى كنت من جمهورية نعم للتعديلات الدستورية وكنت أحاول أن أقنع الآخرين بها، لكن فى الحقيقة أنى ذُعرت من هوجة من يلقبون أنفسهم بالمثقفين، عندما وجدت أن كل المشاهير والمرشحين والداعمين لـ«لا» من المشهورين - يضغطون بقوة وإلى الأمام على من يريدون «نعم»، وليست المشكلة فى ذلك، فكما قلت أنا كنت أريد أن أحول الآخرين أيضاً لما أعتقده وأؤمن به لكن ما ضايقنى اتهام من قالوا نعم بأنهم:


1- إما مضحوك عليهم من الإخوان.


2- إما مضحوك عليهم من السلفيين.


3- إما من الحزب الوطنى.


4- أو لايفهمون الوضع الحقيقى.


وهذا معناه فى كل الأحوال أننا لا نفهم شيئاً!


وتبدأ النكات السخيفة من نوعية أن من قال لا لن يدخل الجنة، وهناك من قال «لا» ثم صام ثلاثة أيام ندماً وتكفيراً، وأن الجانب القبيح للديمقراطية هو قبول من قالوا «نعم» بجهلهم وسذاجتهم.


فى كل هذا تسفيه غير عادى لفكر لم ينسق لما يريده من يسمون أنفسم المثقفين، حتى إن رجل الأعمال نجيب ساويرس اتصل بأحد البرامج وقال إن المثقفين وحدهم هم من يفهمون التعديلات، ويجب أن تكون هناك فرصة لإفهام الناس والعامة بحقيقة الأمر، وكأن الشعب اقتصر على من يقولون «لا» وأنهم هم النخبة والباقون لا يفهمون ولايدركون - دواب هائمة - لكن تعالوا إلى من قالوا «لا».. هل كانوا يفهمون حقيقة أم أنهم موجهون أيضاً كأكثرية من قالوا «نعم»؟


1- مجموعة فتيات كالورد كن ذاهبات لقول «لا».. فسألت: لماذا ستقلن «لا»؟ أجبن بأن هذا اقتناعهن ودفاعاً عن الدين فسألت: وكيف ستدافعن عن الدين بـ«لا»؟ فكانت الإجابة أن «لا» ستمنع تغيير الدستور نهائياً!


2- ماسح الأحذية الذى جلست عنده بعد التصويت.. ماذا قلت يا أخينا؟ أجاب بقوة: لا طبعاً وألف لا!!


سألته عن السبب فقال وهو يشوح بيده حتى كاد الورنيش يدخل فمى: إنت عايز الإخوان يمسكوها وييجوا ياخدوا التليفزيون ومراتى!


ما دخل مراته بالتليفزيون وما دخل الإخوان بالتليفزيون أصلاً.. الله أعلم.


3- أكثر من شخص يقول لى: أقسم بالله إنى قلت لا عشان نفسى أقولها من 30 سنة ومش عارف.


4- بعض المدارس اتوزع لها ورق بأن نتيجة الاستفتاء إذا طلعت بـ«نعم» سيصل الإخوان إلى 200 فرد فى مجلس الشعب، ولن تستطيع المرأة أن تسير فى الشارع دون محرم!


5- وأنا فى الطابور وقف رجل فجأة كان جالساً فى الأرض ويبدو عليه أثر الفقر الشديد وقال بصوت عال: يا جماعة، الإخوان عايزينها آه أبوس إيديكوا خلوها «لأ»!


ما أقصده واضح تمام الوضوح، كما كان هناك تأييد وتقوية لمن يقولون نعم ومحاولات مستميتة لتوجيه الناس إلى ذلك، وهناك بالفعل من لا يفهمون لماذا قالوا نعم وقالوها، فهناك من الناحية الأخرى من قالوا لا لمجرد كره الإخوان وعدم الرضا عن السلفيين ونكاية فى النظام السابق وانبهاراً بالشخصيات المشهورة التى قالت «لا».


وبذلك يكون الجانبان خالصين !!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية