x

لماذا لا يقال العميد؟

الثلاثاء 29-03-2011 21:43 |

فى حوار له مع برنامج «صباح دريم»، أفصح وزير التعليم العالى د. عمرو عزت سلامة عن السيناريو الذى يتم إعداده لإخراج عميد كلية الإعلام من منصبه، وذلك بالادعاء بأن الدكتور سامى عبدالعزيز أخذ إجازة طويلة لدواعى السفر والمرض مما يستدعى تعيين أحد الاشخاص بدلاً منه للقيام بأعمال العميد لحين عودته.


 لم أرتح أبدا لتلك التصريحات رغم أنها إن صحت فقد تكون نذيرا بانتهاء المهزلة التى تشهدها كلية الإعلام والتى وصلت ذروتها عندما استعان وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب بالشرطة التى فضت الاعتصام باستخدام القوة المفرطة فصعقت طلاباً بالعصى الكهربائية واعتقلت أساتذة بعد جرجرتهم بشكل مهين لسيارات الشرطة، وانتهى الأمر بأن أحالت الجامعة بعض أساتذة قسم الصحافة للتحقيق دون توضيح التهم الموجهة إليهم. أتساءل كما يتساءل الكثيرون: لماذا لم يعلن السيد الوزير عن قبول استقالة العميد- التى ادعى تقديمها ثلاث مرات حتى الآن؟ لماذا لم يقَل هذا العميد أصلا نزولا عند رغبة معظم طلاب الكلية وأساتذتها؟


إن ما يحدث فى كلية الإعلام هو نموذج مصغر لضبابية العدسات التى يصر المسؤولون فى هذا البلد على أن نرى المستقبل من خلالها، نحن أمام شباب شاركوا فى صنع ثورة أذهلت العالم ودفعوا مقابل ذلك أرواح عدد من خيرتهم، والآن يجدون أنفسهم فى حاجة لثورة أخرى من أجل تصحيح أوضاع يبدو القضاء عليها من البديهيات، يصر شباب كلية الإعلام على التخلص من عميد تختلف مصوغات تعيينه عما نريد أن تكون عليه المعايير فى مصرنا الجديدة، عميد تم تعيينه لأنه أحد رجالات الحزب الوطنى البارزين.


وعندما يصرح د.سامى بأنه لم يكن يروج للحزب الوطنى فى محاضراته وأنه كان يفصل تماما بين انتمائه السياسى وبين منصبه الأكاديمى، فإنه فى الحقيقة لا يبرئ نفسه؛ لأن ثورتنا لم تهدف فقط لإسقاط نظام سياسى، لكنها كانت ثورة ضد الازدواجية والانتهازية والوصولية وعدم تكافؤ الفرص وضد التولى غير المستحق للمناصب القيادية، ثورة تفرز الألوان السياسية والأدوار الحقيقية، إن الطلاب يا دكتور- مدعمين بموقف أساتذتهم  الأفاضل- يحملونك مسؤولية النظام الساقط الذى لطالما ناصرته- داخل جدران الكلية أو خارجها- وأشدت بنزاهته وروجت لسياسات نهبه لثروات الشعب واغتياله لأحلام الشباب.


آن الأوان للإعلان دون مواربة عن تطهير شامل للمؤسسات الإعلامية وفى مقدمتها المؤسسة المنوط بها تربية وتخريج كوادر إعلامية محترمة، هذا إذا كنا نريد استعادة ريادتنا الإعلامية فى الوطن العربى، وإذا كنا نريد إعلاما توعويا حقيقيا يكون خط دفاع لمصر فى فتراتها العصيبة والمصيرية، وإذا كنا لا نريد تكرار الدور المخزى الذى اضطلع به الإعلام المصرى بقنواته التليفزيونية وصحفه أيام الثورة المصرية العظيمة - وهو بالمناسبة  الدور الذى أشاد به عميد كلية الإعلام على عكس كل خبراء الإعلام وأساتذته فى مصر والعالم العربى والعالم كله.


لقد كبرنا بالثورة، ومن الطبيعى جدا أن نتضامن مع قيمها ونتائجها وإنجازاتها، وأن نحاسب الفاسدين دون تأجيل أو مماطلة، وأن نحترم حق الشباب فى رسم صورة مغايرة لوطنه عما فتح عينيه على الدنيا فوجده، وألا نضع الشباب الذى لم يفسد رغم سياسات الإفساد الممنهج التى مورست ضده مع البلطجية ومثيرى الشغب تحت طائلة قانون واحد.


يا سادة، يا من تحكموننا لا تنتزعوا من قلوبنا الإيمان بأن طهارة الحق لابد أن تنتصر على زبانية الشر وأعوانه وأسلحته وأبواقه وأسلحته ومموليه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية