بتاريخ 11 مارس الماضى دعوت هنا إلى بدء «حملة تطهير» لإبعاد العناصر الفاسدة التى تعيق انطلاق الثورة.. وإذا بقوات من شرطة المرافق تقوم يوم الجمعة الماضى بـ«حملة تطهير» لميدان رمسيس لإزالة الباعة الجائلين الذين يفترشون الميدان ببضاعتهم!! واتبعوا نفس الأسلوب الفجائى الذى كانوا يتبعونه «قبل الثورة»!!..
وقصَّ علىّ أحد شهود العيان كيف تصاعدت الاشتباكات وحدث تراشق بالحجارة وأدى الأمر إلى تلف بضاعة بعض الباعة، وتدخلت قوات من الجيش لحسم الأمر.. وتم القبض على البعض بتهمة إثارة الشغب.. دعونا نناقش الأمر بهدوء.. بداية نعم لإخلاء ميدان رمسيس حتى يتم إفساح الطريق للمارة.. لكن هؤلاء الباعة مساكين، بعضهم حاصل على مؤهل ولا يجد عملا.. هم لا يسرقون ولكنهم يسترزقون.. احتلالهم الأرصفة يعادله احتلال كثير من المقاهى ومعارض السيارات وغيرها الأرصفة وجزءاً من الطريق أحياناً.. ولا يهاجمها أحد!!..
ولكن ألا يجب احتراماً لآدمية هؤلاء الباعة أن ننذرهم- شفاهة وكتابة- قبلها بثلاثة أيام ونطالبهم بضرورة الإخلاء حتى لا تتعرض بضاعتهم للتلف ومنعاً لأى تداعيات؟! وعلى صعيد آخر نحاول أن نوجد لهم مكاناً كسوق وليكن بمدينة نصر لمساعدتهم على استمرار تكسبهم.. ألسنا فى حاجة لـ«حملة تطهير» لنفوسنا أولاً؟!