لم نكن ندرى أن أكثر زعمائنا فى العالم العربى ورق!! ورق مرسوم على صفحاته أعتى حروف القمع وأقبح شعارات الكذب والخداع.. ورق ملىء بعناوين الترهيب والجبروت.. مكتوبة بمداد أسود برَّاق.. وبأقلام لها أسنان حادة قوية تثقب ذات الورق يوماً بعد يوم، بثقوب صغيرة كثيرة لم ينتبه لها الطغاة بقدر انتباههم لما تحدثه عناوينها الضخمة من فزع وانبهار لدى شعوبهم، التى اكتشفت فى نهاية كابوس مزعج طويل، أن زعماءها ورق مثقوب لا يستحق شفقة ولا رحمة، وإنما بالكاد يستحق أعواد ثقاب تحرق هذه العرائس الورقية لكى تشفى بدخانها وبخورها الشعوب من أمراض الخوف والظلم والمذلة، وتنزع رؤوسها من أقواس قزح الوهمية لتبرأ وإلى الأبد من عبادة الأوثان!!
ولم نكن ندرى أن المعادلة بين الحاكم والشعب بسيطة إلى هذا الحد!! فكلما تلاشت المسافة بين الحاكم والشعب كانت النتيجة حاكماً شرعياً وشعباً قوياً.. ولهما عدو واحد هو التخلف والجهل.. وبالمقابل إذا اتسعت المسافة بين الحاكم والشعب تكون النتيجة حاكماً متفرداً سيكون بمقدوره أن يملأ تلك المسافة بأجهزة القمع وبأعوان من الخارج.
عضو اتحاد كتاب مصر