أثار عدم مشاركة جامعة الإسكندرية فى المظاهرات، التى عرفت بـ«يوم الغضب»، التى شهدتها معظم الجامعات ضد إسرائيل، حالة من الجدل بين الأساتذة والطلاب، بعد اقتحام المسجد الأقصى، وضم الحرم الإبراهيمى ومسجد بلال بن رباح بالضفة الغربية المحتلة للائحة المواقع الأثرية اليهودية.
قال حسن خليل، رئيس اتحاد طلاب الجامعة، «إن الجامعة دائماً مايكون لها وقفات قوية للتعبير عن آرائها وقت الأزمات، سواء على المستوى المحلى أو القومى»، مستنكرا دور الذين قاموا بوقفات فى الجامعات الأخرى فى ظل مشاركة مجالس اتحادات طلاب الجامعات فى مؤتمر الشباب العربى بأسوان، مشدداً على ضرورة وجود شرعية للتظاهرات التى تنظم داخل الحرم الجامعى.
وأضاف خليل «جامعة الإسكندرية الوحيدة التى لا تتلقى تعليمات من أحد، وقمنا بعمل وقفات غير تقليدية، بعد أن أصدرنا بيانا استنكرنا فيه أزمة الجدار الفولاذى مع بداية التيرم الثانى».
وقال حسن محفوظ ممثل طلاب الإخوان فى كلية الهندسة: «بالطبع قضية المسجد الأقصى أهم من الأزمة التى أثيرت مؤخراً فى كلية الآداب، وأعطوها اهتماماً غير مبرر، رغم أنه مشروع للخير، كنا ننوى جمع تبرعات لشراء أجهزة طبية»، مشيرا إلى ضرورة «عمل جاد يعبر عن مواقفنا بعد تعريف الناس بالمسجد الأقصى، لا وقفة تتم وتنتهى بعد ساعات قليلة»، مؤكداً ما وصفه باتخاذ إجراء إخوانى فى القريب العاجل.
وأكد أحمد راشد «طالب» بكلية الطب البشرى، «أن طلبة الطب ليس لديهم وقت لمثل هذه التظاهرات، لأن الكلية تشغل معظم أوقاتنا، مما يعطل إمكانية إقامة أى تظاهرات للتعبير عن آرائهم والإعلان عن رفض الاعتداء الصهيونى»، مشيراً إلى أن الطلاب أصبحوا غارقين فى السلبية بشكل مبالغ فيه، وحتى دور الإخوان فى الكلية لم يقدم الدور المنوط به.
وقالت نهى محمود «طالبة» بكلية الحقوق، إنه لولا الأحداث الأخيرة التى شهدتها الجامعة مؤخراً لتغير الوضع، واتهمت الطلاب بالسلبية الشديدة وعدم اكتراثهم بالأمر أو معرفتهم بما يجرى حولهم، وقالت هناك زملاء لدينا لا يعلمون شيئاً عن أحداث القدس أو مايدور هناك أو ماذا يمثل المسجد الأقصى للعرب والمسلمين.
وقال الدكتور سعيد عبدالعزيز، عميد كلية التجارة: «أكون سعيدا لو أن الطلاب طلبوا منى المشاركة للتعبير عن رفضهم الانتهاكات الإسرائيلية»، رافضا فكرة الصدام والعنف بين أى أطراف داخل الحرم الجامعى، داعيا إلى الصدام الفكرى، الذى يخلق حوارات عديدة للمناقشات.
وأضافت الدكتورة مها عبدالسلام، عميدة كلية طب الأسنان أن عزوف الطلاب عن المشاركة فى الأحداث القومية يعد «سلبية وكارثة»، لأنه يجعل منهم جيلاً غير متفاعل مع قضايا أمته فى الوقت الذى التمست فيه العذر لطلاب الطب لعدم تفرغهم وانشغالهم بالمناهج المكتظة وازدحام أوقاتهم بالامتحانات، مشيرة إلى أن عدم قيام اتحاد الطلاب بتنظيم وقفة منظمة لا يعد تمثيلاً للجامعة، لأنهم لا يشكلون كل فئات الطلاب.
وقال الدكتور فؤاد شرقاوى على، وكيل كلية التربية لشؤون التعليم والطلاب إن الأحداث التى جرت مؤخراً فى كلية الآداب منعت الطلاب من القيام بالدور المنوط بهم فى هذه الأزمة القومية، مشيراً إلى أن الطلاب يشعرون بحالة من الخوف، لانتشار أجهزة الأمن داخل وخارج الحرم الجامعى.
وتابع الدكتور فهمى فتح الباب، أستاذ قسم الهندسة الإنشائية أن جامعة الإسكندرية، دائما ما تكون متفاعلة مع الأحداث القومية، مشيراً إلى الظروف التى مرت بها مؤخرا بسبب «حملة ومن أحياها» والمشاكل التى تمت فى كلية الآداب والتى ترتبت عليها وجود محاذير شديدة لعدم الخروج عن النص، مؤكدا أن القضية الفلسطينية قضية عربية مصرية من الطراز الأول، مشيراً إلى توقعه بوجود وقفة لاحقة فى القريب العاجل