x

اللهم قد بلغت

الأحد 13-03-2011 08:00 |

قاد شباب مصر ثورته ضد كل ما هو قبيح، وانضمت إليه جميع فئات الشعب، كل لأسبابه، فالفقير لإحساسه بالظلم والقهر والتجاهل، ومتوسط الحال- وهو رمانة الميزان فى كل المجتمعات- لانتمائه للبلد والحرص عليه وللحفاظ على المبادئ التى لا يملك سواها، كما لم تفلت أسرة من هاتين الفئتين من بطش حماة النظام، وأيضا بعض الأغنياء لأسبابهم منها شراء حب العاملين لديهم، الذين يصل عددهم للآلاف فى شركاتهم ومصانعهم أو لإيمان بعضهم بقضية الديمقراطية أو طمعاً فى مركز سياسى لدعم مصالحهم والتخلص مما كانوا يدفعونه لفتوات السياسة أو خوفا ممن قد يأتى للحكم بمبدأ «اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش»، ولتحجيم الخسارة من توقف العمل لأن الساعة عند بعضهم كانت تدر عليهم آلافاً، وأيضا حرصا من بعضهم على عدم فقد الحماية التى يتمتعون بها مقابل تمويلهم أنشطة السلطة ممثلة فى دعم الحزب ومشاريعه الوهمية ومرشحيه، فهناك كثير منهم تقدم بتبرعات لمرشحى الحزب بعشرات الآلاف، ومنهم من يعلن اليوم تنصله وعدم وجود شراكة لأى من عائلة مبارك معه، وهذا صحيح، ولكن ماذا تسمى ما دفعوه من عشرات ومئات الآلاف لدعمهم وللتحكم فى دائرة اتخاذ القرار.

يا شعب مصر.. أدعوكم استيقظوا ولا تنظروا إلى من حولكم بعين الطيبة والثقة غير المحسوبة والنظرة السطحية لما يحدث وما يقال، ولا تنظروا تحت أقدامكم لتحقيق أهداف مثل زيادة الراتب الذى ستأكله القطط السمان من التجار.

لقد وهبكم الله أعيناً لتروا الأشياء مجسمة ذات ثلاثة أبعاد وآذاناً لتسمعوا كل الاتجاهات المحيطة بكم، فلا تقصروا السمع على جهة دون الأخرى، وخلِّقوا بينهما العقل فاسمعوا جيدا وانظروا بعين فاحصة وتمهلوا للتفكر قبل اتخاذ القرار حتى لا تندموا عليه، حيث إنكم وهبتم فرصة نادرا ما تتكرر وستؤثر على أجيال قادمة، فماذا تريدون منهم؟ أن يذكروكم بالخير والدعاء والمجد أم باللعنات لتفريطكم فى حقهم وخلق فرعون آخر.

أستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية