x

انتفاضة الورود

الأحد 13-03-2011 08:00 |

أخيراً.. أخيراً جداً عرفت مصر الرسمية أنها لم تعرف أبداً مصر الشعبية، أخيراً اكتشفت مصر الرسمية أن للشعوب جموعاً وأنهم ليسوا «قلة مندسة» وأنهم هم، وهم فقط، الأغلبية الشرعية، وأن حاكمهم طوال الـ30 سنة السابقة استعان بوجوه كانت فى أغلبها هى القلة المندسة من المنتفعين والفاسدين الطامعين فى خيرات هذا الوطن.. الآن عرفوا ورأوا أن من يملك هو من يجب أن يحكم، وأن مصر ملك لشعب مصر العظيم ولهذا الشباب الرائع الشجاع المتحضر..

 أخيراً عرفت الحكومة الذكية اسماً - الغبية فعلاً - أن لكل اسم دلالته الصحيحة غير تلك التى يطلقونها «فالقمامة فى الطرقات دليل قذارة وليس رفاهية»، وأن الحزب الحاكم لا يتمتع فعلياً بأى شعبية حقيقية لأنه لا يعبر عن جموع المواطنين بقدر ما يعبر عن جموع المنتفعين والمتسلقين، وأن شباب الفيس بوك لجأ إلى خلق عالمه الافتراضى ليعبر عن رأيه الذى لا يهتم أحد فى العالم الواقعى بسماعه وليخلق مجتمع مبنى على التفاعل والتواصل وتبادل الآراء - حيث لا يراهم أحد فى العالم الحقيقى ولا يسمعهم..

وقمة الغباء تمثلت فى إغلاق سبل الحوار بينهم وفصل الإنترنت - هو الذى تبعاً للأمم المتحدة حق من حقوق الإنسان - ظنا منهم أنهم بذلك يشلون إرادتهم.. لم يعلموا أن المارد عندما يغادر قمقمة لا يعود إليه، وأن الشعب حين يغادره الخوف فلا راد لأمواجه الهادرة، وأنه من طين الأرض تنبت الورود، وبأشواكها ترد قسوة محيطها.

 سبق أن حذر كل مصرى وطنى مخلص من مغبة غباء وغرور الحزب الحاكم ولجانه وحكومته، أما وقد فات الأوان وغادر مبارك وذهب نظيف وجماله وعز، وانهارت أسطورة يد الشرطة الحديدية التى تخلت عندما احتاجها الوطن!.. أما وقد وقف أبناء مصر الأصليون ليدافعوا عنها يداً بيد مع جيشها العظيم.. فإليكم أقول:

أيها القابعون فى منازلكم.. أيها المحتمون خلف الجدار.. انقضى زمن الخوف.. وأنتم لن يحميكم جدار.. ألم تصلكم البشرى.. ألم تسمعوا الأخبار.. عرف الشعب طريقه.. وأخيراً ابتدى المشوار.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية