تعودت خلال رحلة عمرى على تدوين الأحداث مع الاحتفاظ بما يتعلق بها منشوراً فى الصحف والمجلات، حتى ملأت حجرة صغيرة!! ولأننى شغوف بالأرقام، فقد طلبت منذ ما يزيد على عام من الصديق أنور عصمت السادات أن يحضر لى- بصلاته- نسخة من تقرير الأوضاع النقدية والائتمانية عن السنة المالية 2008/2009 والصادر عن البنك المركزى المصرى.. تسلمته وأخذت أتفحصه، وكاد قلبى يتوقف أحياناً وأنا أتابع أرقاماً عديدة، ومنها ما يتعلق بالدين العام الداخلى والخارجى!!..
وكذلك كنت متابعاً جيداً للبيانات التى يلقيها المستشار الدكتور جودت الملط أمام مجلس الشعب، وأعجب لعدم أخذ الأمر مأخذ الجد!!.. ولكن ماذا نتوقع من مجلس معظمه جهلاء ومنتفعون ومنافقون.. كان الرجل صادقاً مخلصاً، وأعلم من أقارب ومعارفى بمدى شفافيته ونقائه.. وعند تظاهر بعض العاملين بالجهاز المركزى للمحاسبات منذ أسابيع قليلة ينددون بالرجل.. صعد أحد رجال القوات المسلحة المسؤولين عن تأمين المبنى لمقابلته، فأعطاه المستشار جودت الملط قائمة بأسماء 70 موظفاً مفصولاً قائلاً: ستجدهم هم المتظاهرين!
كما سلمه صورة من بيان الجهاز عن تقارير فترة حكومة نظيف مؤرخاً بـ14 فبراير 2011.. واتضح صدق الرجل، وحصلت على ذلك البيان- وسأعود إليه- وعجبت لأقلام تهاجم الرجل حالياً، وتجرحه وتسخر منه، متناسين قول الله (ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم).. والرجل خير منهم!!
