قاد شباب مصر ثورة ضد كل ما هو قبيح، وانضمت إليه جميع فئات الشعب كل لأسبابه، فالفقير لإحساسه بالظلم والقهر والتجاهل، والمتوسط الحال لانتمائه للبلد والحرص عليها والحفاظ على المبادئ التى لا يملك سواها، كما لم تفلت أسرة من هاتين الفئتين من بطش حماة النظام. وأيضاً بعض الأغنياء لأسبابهم، ومنها لشراء حب العاملين لديهم، الذين يصل عددهم للآلاف فى شركاتهم ومصانعهم أو لإيمان بعضهم بقضية الديمقراطية أو طمعاً فى مركز سياسى لدعم مصالحهم والتخلص مما كانوا يدفعونه لفتوات السياسة أو خوفاً ممن قد يأتى للحكم بمبدأ اللى تعرفه أحسن من اللى ما تعرفهوش ولتحجيم الخسارة من توقف العمل لأن الساعة عند بعضهم كانت تدر عليه آلافاً وأيضاً حرصاً من بعضهم على عدم فقد الحماية التى يتمتعون بها مقابل تمويلهم أنشطة السلطة، ممثلة فى دعم الحزب ومشاريعه الوهمية ومرشحيه. فهناك كثير منهم تقدم بتبرعات لمرشحى الحزب بعشرات الآلاف ومنهم من يعلن اليوم تنصله وعدم وجود شراكة لأى من عائلة مبارك، وهذا صحيح ولكن ماذا تسمى ما دفعوه من عشرات ومئات الآلاف لدعمهم وللتحكم فى دائرة اتخاذ القرار.
يا شعب مصر أرجوكم استيقظوا ولا تنظروا إلى من حولكم بعين الطيبة والثقة غير المحسوبة والنظرة السطحية لما يحدث وما يقال، ولا تنظروا تحت أقدامكم لتحقيق أهداف مثل زيادة الراتب الذى ستأكله القطط السمان من التجار، لقد وهبكم الله عينين لتريا الأشياء مجسمة ذات ثلاثة أبعاد وأذنين لتسمع كل الاتجاهات المحيطة بك فلا تقصر السمع على جهة دون الأخرى وحكم بينهما العقل، فاسمع جيداً وانظر بعين فاحصة وتمهل للتفكر قبل اتخاذ قرارك، حتى لا تندم عليه.
أستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر
