شىء جميل قوى أن نفرح بالثورة وبما حققته من إنجازات، كنا جميعاً واثقين أن التغيير من رابع المستحيلات ولا فى الأحلام.
وبعدين.. الشباب قائد الثورة وأقول إن الشباب قائد الثورة وليس كل الثورة. فالثورة هى ثورة شعب بأكمله، ثورة ربة البيت على غلو الأسعار، ثورة الآباء على مصاريف المدارس، ثورة المريض على الرعاية الصحية، ثورة البنت اللى زى الورد على التحرش فى الشوارع، ثورة الشباب المثقف الجامعى على البطالة، ثورة الإعلاميين على حرية الرأى، ثورة الأقلام على تحجيم الفكر وتكتيف الأيدى، وثورة كل الطوائف التى لا حصر لها.
دعنا نقول الآتى: إنها الثورة التى كنا نتمناها منذ زمن بعيد، نحن متفقون على أنها ثورة الأخلاق الحميدة والمثل العليا، ثورة إحياء الوطنية فى القلوب التى كادت تتلاشى تحت تأثير النظام القمعى السابق.
إن هذه القلوب النابضة هى قلوب المصريين، اللى عاوزين يعمروا بلدهم ويحافظوا على النظافة والنظام، وظهرت البشائر بوضوح، ولكن هناك بشائر أخرى، وآدى البشاير يا سيدى فى العصيان الغريب الذى ظهر فجأة، والعصيان فى النقابات والشركات والمصانع، الذى أدى إلى تحجيم العمل فى كل هذه المجالات بقدر لا يستهان به.
نحن الآن أيها المواطنون الشرفاء الخائفون على مصرنا الحبيبة، نمر فى مفترق طرق ووقت عصيب لا يستهان به، نحن مؤمنون أجمعين بنجاح الثورة الأصلية، وأرجع وأقول الأصلية، لأننى أعتقد أن بعض الشعارات أصبحت دخيلة عليها دون وجه حق، علينا أن نختار أن نجلس مسلوبى الإرادة، متفرجين على الساحة التى أصبحت تستوعب كل دخيل، أو أن نكون مساندين لدفع عجلة الاقتصاد وهيكلة الشكل اللائق الجديد الذى يتناسب مع الصفات السامية للثورة.
لقد نادت الثورة بالكرامة.. الحرية.. العدالة الاجتماعية، دعنا نردد هذا الشعار دائماً، دائماً فى أذهاننا وقلوبنا، نقرأه فى الشوارع وفوق الكبارى، على كراسى المدرسة وشاشة التليفزيون، على كل شىء يمكن أن نلمحه فى كل خطوة نمشيها فيكى يا مصر.
إننى أرى أن الشعار النابع من قلب كل مصرى وطنى أهم من القسم الذى يتردد الآن من حولنا فى هذا الوقت العصيب الذى تمر به بلادنا.
يا جماعة، مصر فى حالة نقاهة، إننى أخاف عليها من الفيروس المنتشر فى هذه الأيام، إن الهواء أصبح ملوثاً، وقد تنحرف الثورة عن مسارها ولا يوجد التفكير المحدد الذى يقودها إلى سكة السلامة.
إننى فى شدة الخوف على هذه الثورة الوليدة، الرقيقة، الشريفة، العفيفة، أن تنجرف فى هذا الطريق الملىء بالفيروسات التى تصيبها وتعود بها إلى الحالة المرضية التى كنا عليها من قبل.
احذروا هذا الفيروس اللعين، الذى بات ينتشر يوماً بعد يوم وأعراضه بدأت تظهر على البعض.
وسوف أعرض عليكم بعد ذلك أعراض هذا الفيروس للوقاية منه فى أسرع وقت، خوفاً من أن يصبح وباء الشعب المصرى.