تناولت الصحف اليومية العديد من أنواع الفساد والمحسوبيات التى تفشت فى معظم وزارات جمهورية مصر، وأنا هنا من خلال سطورى التالية أردت أن أسلط الضوء على ما يشوب وزارة الكهرباء والطاقة من نوعية الفساد والمحسوبية التى تتحدث عنها الصحف الآن.. تتبع وزارة الكهرباء والطاقة الشركة القابضة لكهرباء مصر، التى تتبعها بالتالى شركة النقل للكهرباء وشركات إنتاج الكهرباء وأيضاً شركات توزيع الكهرباء، حيث يوجد بكل هذه القطاعات ما لا يقل عن 2000 استشارى يتقاضون رواتب تتراوح ما بين 4000 جنيه و10000 جنيه لكل استشارى شهرياً، أى أن إجمالى مجموع هذه الرواتب يصل إلى ملايين الجنيهات شهرياً، مع الأخذ فى الاعتبار أن الأعمار السنية لهؤلاء المستشارين تتراوح ما بين 65 عاما و80 عاماً!! هناك مقال آخر متعلق بالدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، ويضع بعض علامات الاستفهام، وهو أن رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، تعدى الـ70 عاماً مازال موجوداً فى منصبه، بمعنى أنه لا يوجد صف ثان جاهز للقيادة!! وهذا ما فعله معظم وزراء مصر فى العهد السابق!!
مثال آخر يوجد فى ديوان الوزارة بالعباسية مهندسة (فوزية أبونعمة) وقد بلغت من العمر أكثر من 70 عاماً مازالت فى منصبها، ألا يوجد غيرها فى هذا المنصب يصلح لإدارة العمل الذى تقوم به؟.. مثال ثالث من الأمثلة الكثيرة، هناك شركة استثمارية تتبع وزارة الكهرباء والطاقة كان يرأسها رئيس مجلس إدارة منذ عام 1988 إلى عام 2005، وكان يدير الشركة بالأسلوب نفسه العجيب، فقد قام بتخصيص أربع سيارات لنفسه ولمنزله كما كان هناك مجموعة المنافقين الذين يحيطون به، وطبعاً يفوزون بكل الامتيازات التى تحققها الشركة وباقى المهندسين والفنيين والإدارات لا ينالون إلا الفتات.. وتقدم عدد من المهندسين بشكاوى عديدة للوزير الدكتور حسن يونس الذى كان بدوره يرسلها إلى رئيس الشركة وينتهى الأمر عند هذا الحد!!
ثم أحاله الوزير الدكتور حسن يونس إلى التقاعد فى عام 2005 وكان يبلغ من العمر 71 عاماً ثم قام بتعيينه بنفس الشركة كمستشار لمدة عامين!! ثم كافأه الوزير الدكتور حسن يونس مرة أخرى بتعيينه رئيساً لشركة استشارية تابعة لوزارة الكهرباء براتب كبير، ومازال يرأسها حتى الآن، وقد بلغ من العمر 76 عاماً!! وإن دل هذا على شىء فعلى الفساد والمحسوبية الصريحة التى تفشت فى مجتمعنا ووزاراتنا الحكومية ودولتنا أثناء حكم النظام السابق.
مهندس
شركة هندسة النظم للقوى الكهربائية سابقا