فى نهاية القرن الماضى قمت والصديق الدكتور ممتاز حجازى، أستاذ أمراض العيون بطب القاهرة، بعمل حملة بالنشر فى «بريد الأهرام» من أجل الحصول على القرنيات من المتوفين.. وأعلنت وقتها تبرعى بالقرنيتين عندما يحين الأجل.. وبتاريخ 19 أبريل 2001 نشر «بريد الأهرام» رسالة لى بعنوان (وأدليت بدلوى) أعربت فيها عن سعادتى لأن وزارة الصحة نظمت حملة تحت شعار (الإبصار حق للجميع)، بدأت بندوة افتتحتها السيدة سوزان مبارك (التى أعلنت عن تبرعها الشخصى بمبلغ «نصف مليون جنيه» لفتح حساب التبرع لمكافحة العمى وتسهيل الحصول على القرنيات، وذلك بحساب رقم 66666 البنك الأهلى)..
وقد حضر الندوة الدكتور إسماعيل سلام، وزير الصحة والسكان، وكل من الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، والأنبا بسنتى، نائباً عن البابا شنودة، والدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية، والدكتور حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، الذى أعلن عن تبرع وزارته بمائة ألف جنيه لهذه الحملة..
المهم قام المرحوم الأستاذ عبدالوهاب مطاوع بحذف ما يتعلق بتبرع سوزان مبارك!! وعندما أخبرته بأن الموضوع نشر بإسهاب فى «تحقيقات الأهرام» بتاريخ 4 يناير 2001 ابتسم قائلاً: «البريد يُقرأ بعناية أكبر، وسيتساءل المواطنون: منين؟».. مرت عشر سنوات، وعرف «الجميع» منين.
