بالطبع ليس هذا عنوان الفيلم السينمائى بطولة فريد الأطرش وأسمهان، ولكنه عنوان لفيلم مصرى، أيضاً بطولة شباب مصر العظيم، شباب ثورة 25 يناير، شباب الغضب..
شباب التحدى، فقد تحدى الظلم والاستبداد والفساد الذى استشرى على مدار سنين طويلة، كانت سنين عجافاً، ذاق فيها شعب مصر الذل والهوان والفقر وهضم الحقوق وعانى من ديكتاتورية الحكم الشمولى الفاسد!!
والآن.. قال الشباب والشعب كلمته وحقق مطالبه وانتصرت إرادته وتخلى الرئيس مبارك «المخلوع» عن سلطته واستبداده السلطوى!!
الآن نستطيع أن نقول إن دم الشهداء الأطهار لم يذهب هدراً، بل إن دماءهم الطاهرة هى التى سطرت هذا الانتصار التاريخى الذى سيسجله التاريخ بحروف من نور.
وغداً تذكره الأجيال القادمة فى كتب التاريخ على مر العصور، أما هؤلاء الطغاة وأعوانهم من البطانات الفاسدة والمفسدة والمنافقين من حملة المباخر الآكلين من كل الموائد الذين غرروا بنظامنا السابق، وراهنوا على خضوع الشعب وصمته أبد الدهر، كل هؤلاء سيذكرهم التاريخ أيضاً، ولكن فى مزبلته، بأنهم كانوا حثالة البشر ومصاصى دماء الشعوب وناهبى ثرواتها ومقدراتها.
الآن نقول وداعاً لعهد الدولة البوليسية، وغداً نستقبل دولة مدنية تحكمها الديمقراطية، بشعار جديد هو «الحرية والكرامة لكل مواطن مصرى»، لقد عاشت مصر كلها منذ مظاهرات 25 يناير الماضى أياماً عصيبة حزينة، وصلنا فيها جميعاً إلى مفترق الطرق، وظللنا ليل نهار نتساءل والخوف والترقب يعترينا: نكون أو لا نكون؟
وقد كنا!! نعم.. لقد نفذ الشباب انتصاره الرائع ولكنى أظنه يواجه تحديات أخرى لمستقبل آخر وعهد جديد، لابد فيه من العمل ثم العمل، لنتدارك ما فاتنا من سنين، ونلحق بركب الدول المتقدمة، ولسنا بأقل منها فى شىء، وتبقى كلمات أهديها إلى «شباب الثورة»: «لقد أثبتم فعلاً أن قطرة الماء تثقب الحجر، والنجاح فى شىء يأتى من الاقتناع به». وإلى «شهداء الثورة»: «لقد بذلتم أرواحكم فداء للوطن وثمناً للحرية ولتهنأوا، فقد تحقق ما أردتم، ولكأنى بأرواحكم تحلق فوق ميدان التحرير تشهد وتبارك فرحة الانتصار».
وإلى «مصرنا الحبيبة»: «أنت بحق وطن فينا، نحيا بك وسنحيا لك، أنت وطن غال يستحق أن نبذل فيه الغالى والنفيس».
وإلى «جيشنا العظيم حامى الوطن والشعب»: «أملنا فيك كبير مثلما أنت كبير، فأرجوك خذ بيد مصر والشعب إلى بر الأمان، والكل معك يداً بيد حتى يتحقق لنا بإذن الله مستقبل مشرق جديد، لتحيا مصر دائماً فوق الجميع».
إدارة المعمورة البيطرية - الإسكندرية