بعد النجاح الساحق لثورة يناير فى الإطاحة بنظام مبارك، يجب علينا أن نتريث فى تحديد أولوياتنا على نحو منظم، لنظل نحظى بتقدير العالم الهائل لثورتنا، وبلغة بسيطة أقول إنه ليس الوقت المناسب الآن لنقوم بمظاهرات فئوية للحصول على مكاسب سريعة من نظام يراه البعض فى أضعف حالاته للاستجابة لكل المطالب، يخطئ من يعتقد هذا، لأنه ببساطة لن يستطيع النظام الحالى أن يلبى كل مطالب الشعب من زيادة فى الرواتب وتثبيت العمالة المؤقتة والعدالة فى توزيع الأجور وتحديد حد أدنى وحد أعلى (سقف) للأجور، فكلها أمور مشروعة جداً، ويجب أن تكون مدرجة فى ذهن النظام الحالى، لكن ليس وقتها الآن.. فالذين صبروا 30 سنة يصبرون 6 أشهر أخرى.. ولندع النظام الحالى يعمل على تحقيق الآتى:
1- استتباب منظومة الأمن والأمان للمواطنين.. 2- الإسراع فى محاسبة ومحاكمة الفاسدين فى النظام السابق، مهما كان شأنهم أو منصبهم، وذلك من خلال منظومة محكمة من رجال قضاء شرفاء، وأدلة وبراهين تثبت فسادهم وإفسادهم لحياة المصريين.. 3- الانخراط فى العمل والإنتاج لتعويض الخسائر الجمة التى ابتلينا بها فى الأيام السابقة.. 4- استعادة حالة الاستقرار والأمن التى من شأنها استرجاع السياحة، واجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية، والاستثمارات العربية والأجنبية، التى تترجم إلى مشروعات، ومزيد من فرص العمل وانخفاض لمعدلات البطالة وزيادة فعلية لمعدلات النمو.. 5- الشفافية وإعلان كل الأمور أمام الشعب دون تورية أو إخفاء، مهما كانت مؤلمة أو موجعة من خلال إعلام صادق وأمين.. 6- الإسهام فى إنعاش الاقتصاد المصرى، من خلال مساهمة المصريين القادرين والمستورين بشراء ما يعرضه البنك المركزى من أذون للخزانة أو شراء أسهم بالبورصة المصرية لإنعاشها .
إننى مؤمن بأن الأيام القادمة ستحمل لنا من الأخبار أكثر مما كنا نحلم به.. من دستور محترم، وحرية، وحياة حزبية سليمة، وازدهار بكل مناحى الحياة.