شكرًا جيش مصر العظيم يا صاحب نصر أكتوبر الذى أعاد لنا كرامتنا قبل أرضنا، ويا صاحب الموقف النبيل من ثورة الشعب.. اسمحوا لى أن أقول إن ما نراه منكم اليوم إحدى معجزات هذه الثورة، فقد دأب النظام السابق على الإيحاء بأن الجيش ملكه وليس ابن هذا الشعب!! ولكنكم أثبتم منذ اللحظة الأولى أنكم من هذا الشعب وإليه، وأن قيمكم النبيلة المستمدة من الجذور العريقة لهذا الشعب ومن تاريخكم العسكرى العظيم لا تباع ولا تشترى.. إن ما نراه منذ اندلاع الثورة وإعلانكم العظيم أنه لا يمكن أن تطلق منكم رصاصة واحدة على أى مواطن أذهلنى، ولكن ما أذهلنى أكثر هو الجدية والحكمة التى تدار بها الأمور..
وما يذهلنى أكثر وأكثر كم الود والحب الذى أراه فى المتحدثين باسمكم ونبرة الحكمة والصدق والإيثار التى ألمسها فى أصواتهم!!.. إننى اليوم فخور بحق أن أكون مصريًا، ابن هذا الشعب، وفخور بجيشنا العظيم.. أعلم أنه لولا موقفكم النبيل من الثورة لسالت دماء مصرية زكية، ولتضاعف الألم والحزن فى هذا الشعب.. كما أننى متأكد أن الوسيلة الوحيدة التى يمكن أن يلجأ إليها الأذيال والأذناب محاولة زرع الفتنة بينكم وبين شباب هذه الثورة!..
لذا أستحلفكم بكل نبيل حققتموه ألا تسمحوا بذلك، فهم أبناؤكم والأب يوجه أبناءه ويحنو عليهم، ويحن لهم، ويغضب أحيانًا، ولكنه يتعامل مع غضبه من أبنائه بأن يتفهمهم أكثر ويضمهم أكثر إلى صدره.. ولا تنسوا أنهم يتنسمون الحرية والديمقراطية لأول مرة فى حياتهم.. حمى الله مصر جيشًا وشعبًا وشبابًا وشيوخًا.. «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب»
أستاذ الأمراض الباطنة بطب القاهرة