وأخيراً سقط النظام وانطلقت الزغاريد فى أرجاء المحروسة، وأثبتت مصر فعلا أنها قبلة العرب. إن دم شهداء شبابنا كان نتاج الثورة على الديكتاتورية، فهنيئاً للشعب باستعادة كرامته وحريته. انتشر الاحتكار السياسى الذى أدى إلى ضياع أراضى الدولة وتمليكها للصفوة، وتضخم ثروة أقطاب النظام لتفوق ضعف ديون وميزانية مصر، وخداع الشعب على مدى ثلاثة عقود بقرارات ظاهرها الاستجابة وباطنها قهر الشعب. أما الاحتكار الاقتصادى فقد أوصلنا إلى ارتفاع أسعار المساكن بشكل استفزازى، مما أدى إلى ارتفاع نسبة العنوسة، والفرق الرهيب بين رواتب كبار الموظفين (لشراء سكوتهم) إلى خمسين ألف ضعف الحد الأدنى (المعيار العالمى خمسون ضعفاً فقط)، مما أدى إلى وصول نسبة الفقر إلى 50٪..
وعن الاحتقار الاجتماعى للمواطن المصرى، فحدّث ولا حرج بداية من أقسام الشرطة (لا ننسى خالد سعيد)، والمحليات مروراً بتجاهل الاعتصامات على رصيف مجلس الشعب على مرأى من الوزراء دون أى استجابة، وإقصاء المعارضة من انتخابات مجلس الشعب المزورة دون أى خجل، نهاية باحتراف سياسة الفزاعات مثل فزاعة الأمن المركزى (1.7 مليون فرد)، وفزاعة الإخوان المسلمين، وفزاعة الفتنة الطائفية، وفزاعة الأجندات الخارجية والفئات المندسة وفزاعة قانون الطوارئ على مدى ثلاثة عقود، وأخيراً وصف هذه الثورة الرائعة بأنها مظاهرة شوية عيال!!
لقد استعاد الشعب كرامته وحريته والآن إلى الجهاد الأكبر لكى نجنى ثمار هذه الثورة يجب وضع نظام ديمقراطى حقيقى وإعادة صياغة الدستور لضمان عدم تمركز السلطات فى يد رئيس الجمهورية وانتخاب برلمان حقيقى لمحاسبة الوزراء والالتزام بقانون «من أين لك هذا؟».
عميد كلية الصيدلة الأسبق