بعد أكثر من ثمانية عقود على وفاة الأديب التشيكي الشهير «فرانس كافكا» الذي فاقت شهرته العالمية ما ناله في بلاده، صدر أول كتاب تشيكي يتناول قصة حياته.
ويحمل الكتاب عنوان "الكفاح من أجل الكتابة، حول الالتزام القوي لـ«فرانس كافكا»"، وألفه الفقيه اللغوي «جوزيف سيرماك»، ويعتبر أول دراسة تشيكية تنشر حول «كافكا» وتتناول علاقته بالتشيك.
وصرح مؤلف الكتاب اليوم الأحد، بأن الكثيرين يعتقدون أن علاقات «كافكا» بالتشيك لم تكن قوية ، لأن أعماله صدرت بالألمانية وهي اللغة التي كان يتحدثها معظم أفراد الجالية اليهودية الباراجوائية التي ينتمي لها، وأشار إلى أن عمله يقدم الكثير من المواد التي تنشر للمرة الأولى من بينها صور وبطاقات بريدية كتبها «كافكا» خلال سفره إلى الخارج، بجانب مخطوطات تتعلق بشئون أسرية.
وأوضح أن هذا الكتاب كان يجب أن يخرج للنور خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، ولكن وقتها معظم المسئولين عن دار نشر «أوديون» ترددوا في الإقدام على تلك الخطوة لاعتباره "كاتب باراجوائي ليس ذو قيمة كبيرة".
وتمكن «سيرماك» من الإطلاع على الإرث الخاص بـ«كافكا» المحفوظ لدى «فيرا ساودكوفا» ابنة شقيقته الصغرى، والتي تعتبر هي وأبنائها الثلاثة الأقارب الوحيدين للكاتب الذين مازالوا على قيد الحياة.
ويناصر «سيرماك» فكرة معرفة «كافكا» الجيدة باللغات السلافية، والدليل على ذلك قدرته على تقييم نوعية أدب الروائي التشيكي «فلاديسلاف فانكورا» وهو صاحب لغة شديدة الخصوصية والجمال، لكنها في الوقت نفسه "مشوهة"، وقال إن أعمال «كافكا» كانت محظورة في جمهورية تشيكوسلوفاكيا الاشتراكية لاعتباره آنذاك شخصية "متفاعلة"، وهو ما جعل شرطة النظام تلاحق دراساته، وأخيراً قال إنه لا يمل من أعمال «كافكا»، فتعبيراته المليئة بالعبقرية والسخرية تنتزع بسمته.
يذكر أن «كافكا» ولد في الثالث من يوليو 1883 لعائلة يهودية متحررة، ولكن حياته كانت مليئة بالحزن والمعاناة، وألف العديد من الأعمال أشهرها "المحاكمة" وتوفي في الثالث يونيو 1924.