إذا كانت ثورة الشباب وثورة الشعب المصرى أبهرت العالم، فإن القادم يحتاج إلى مزيد من العمل، إن بداية الانطلاقة التى تقودها القوات المسلحة لوضع مصر على أعتاب الجمهورية الثانية، وهى الجمهورية البرلمانية المدنية، تحتاج إلى وعى كل أبناء الوطن، وذلك باستغلال الشباب من الجيل الصاعد المتعلم، والمنظومة الإعلامية التى يجب أن تتعافى مما كانت فيه بأسرع ما يمكن مع جهد المثقفين والمفكرين لإعلاء شأن مفاهيم يجب أن يتم استيعابها بشكل جيد، وهى مفاهيم العقلية والفكر الديمقراطى ومبادئه، وليكن أول ما يتم التركيز عليه هو احترام وقبول الرأى الآخر،
وضرورة أن يكون مفهوم الحوار هو الجدية والمصداقية، وأن يكون بناء وعقلانيا بعيدا عن التشنجات وتصفية الحسابات، ويهدف إلى محو مفاهيم التسلط والاستبداد، وأن يكون المفهوم هو أن أى حوار لابد أن يكون الهدف منه هو الاتفاق، وعند حدوث خلاف لابد أن يكون هناك لقاء فى منتصف الطريق لحل يرضى كل الأطراف، لتجنب الانقسامات التى يمكن أن تعصف بمقدرات الوطن، ويجب الانتباه إلى أننا مقدمون على تجربة ديمقراطية أول متطلباتها إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، وللوصول إلى ذلك يجب أن يكون هناك وعى انتخابى لدى كل مواطن، وأن تكون هناك إرادة جماعية للمشاركة، وأن تكون لدى كل مواطن إجابة واضحة لسؤال محدد.. لماذا ولمن يعطى صوته بوعى كامل وقناعة؟
وليعلم الجميع أنها أمانة فى أعناقنا للوطن، من أجل المستقبل فلا للشللية والمحسوبية ولا للرشوة ولا للاستجداء ولا للبلطجة ولا للتزوير ولا للغش والخداع.. إنها ثقافة مطلوب ترسيخها، ولننس السلبية واللامبالاة، ولنعد إلى وعينا الذى غيب عنا لتكون البداية صحيحة.
الإسكندرية- المنتزه
