بعد أن نجحت أول ثورة إلكترونية فى التاريخ لشباب 25 يناير وعادت الروح إلى أبناء الوطن وطبقاته الكادحة، فماذا بعد الثورة التى قامت من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية؟ هل تأخذنا السكرة والنشوة وننسى أهداف هذه الثورة، التى فجرت فينا الأمل نحو مستقبل جديد لبلدنا، الذى عانى كثيراً من الظلم والقهر والفساد، الذى استشرى فى البلاد؟
هيا بنا نبدأ العمل من أجل إعادة بناء مصرنا الغالية، التى دمرها الفاسدون والمرتشون، وكانت وليمة سهلة للئام، وفى يقينى أنه لن يتم بناء مصر على أنقاض ما هو موجود حالياً من ركام، فلنبدأ من جديد يداً واحدة، بروح ثورة 25 يناير ودم شهدائها الأبرار، ولْننس الحقد والكراهية وننفض عنا ثقافة الكسل والنوم فى العمل، ونعمل بجد واجتهاد، من أجل مستقبل أولادنا وأحفادنا، فالله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.. هيا بنا من نقطة البداية نخلع عنا أفكارنا القديمة، ونترك خلفنا ثقافة الكسل والضعف والاستكانة، التى كانت تسكننا.
لتكن عزيمتنا قوية نستمدها من روح الثورة، التى يجب أن تدفعنا إلى الأمام بعد أن نهب المفسدون والانتهازيون ثروات البلد وأعادوه إلى الخلف. لنبدأ سريعاً فلقد ولدنا من جديد أحراراً أقوياء، فلقد أشرقت شمس الحرية على البلاد، فهل نتخلى عن النفاق ونبنى بروح جديدة، وروح الفريق الواحد، نعمل فى صمت من أجل إصلاح ما أفسده المخربون والفاسدون، الذين سرقوا ثرواته وباعوه وباعونا بأرخص الأسعار.. هيا بنا نعمل بما يرضى الله ولا ننشغل بتصفية الحسابات والقيل والقال، نعوض ما فاتنا، فلقد تعبنا من كثرة الكلام وعشنا أياماً حالكة السواد، وآن لنا أن نجنى ثمار هذه الثورة الشابة، ونعمل بإتقان لتنهض مصر من كبوتها، فهى تستحق منا الكثير «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».. صدق الله العظيم.
القاهرة- عضو اتحاد الكتاب