x

فى البدء كان الدستور

الأربعاء 09-02-2011 08:00 |

«دستور يا سيادنا».. هو تعبير يقال إنه من الضرورى الهمس به عند دخول ديار مسكونة، والعياذ بالله، بأرواح شريرة ويقال والله أعلم «إن تلك الأرواح تبقى بعد سماع الاستئذان فى سكينة فلا تتحرش بمن يحاولون الدخول عليها»!! فالدستور «بدون فذلكة» هو وثيقة تعاقد بين الشعب صاحب السلطة- أو المفترض أن يكون ذلك- وبين ممثلين وحكام حول مبادئ وشكل وأهداف الدولة التى يريدون أن يعيشوا فيها وكيفية ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.. «إذن هو وثيقة جليلة يجرى احترامها روحاً ونصاً، ويجرى إعداده طبقاً لرؤية سياسية رائدة، ويصاغ بواسطة مجموعة من خبراء القانون الدستورى الذى يقومون بالمهمة الفنية لترجمة الرؤية والمبادئ فى لغة محكمة مستقرة تنضج معانيها مع الزمن عبر أحكام المحكمة الدستورية التى تراقب التطبيق وتستخلص القواعد لما يستجد من تساؤلات فى ضوء المبادئ الأساسية»، وبنظرة سريعة إلى الدستور المصرى نجده أنه منقول بالحرف الواحد من دستور الاتحاد السوفيتى ثم جاء ترزية القوانين ووضعت مواد عجيبة أيضاً، فهل من المعقول أن يطبق دستور زالت دولته؟!.. الأمر الذى جعل الشعب لا يدرى على أى من قدميه يرقص، وماذا يفعل بأصابعه العشرة؟! ألا يدعو هذا إلى استنتاج أن مصر التى كانت أم الدنيا فأصبحت تكتفى بأن تكون أم العجائب؟! لقد كنا بحاجة إلى صدمة جديدة فكانت ثورة الشباب لكى توقظ الغافلين من غفلتهم، وتساعد الدرويش الدائخ على الإفاقة، والخلاصة «دستور يا سيادنا».

المحامى بالنقض

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية