x

مصر تتحدث عن نفسها

الإثنين 07-02-2011 08:00 |

«فرصتكم أيها الشباب التونسى أيها الشعب التونسى أن تقدموا لها ما لم نقدم نحن.. لأننا هرمنا.. هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية».. تلك المقولة التى تناقلتها قنوات الإعلام الحر لأحد شيوخ الشعب التونسى العظيم وهو يمسح على رأسه الذى اشتعل شيباً، بعد أن أحرق الشهيد بوعزيزى النار فى جسده حتى استيقظ الشعب التونسى من سباته العميق، ولحق به الشعب المصرى وشباب مصر الأصيل، وبدأت حوادث الانتحار حرقاً فى تزايد وسط استخفاف هائل ومعتاد من رموز الحزب الوطنى «قد أوقع القلب فى الأشجان والكمد. هوى حبيب يسمى الحزب الوطنى»..

 وفى يوم 25 يناير قام شعب مصر الحر معلناً رفضه العذاب المهين، بسم الله الرحمن الرحيم «فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته، فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين» (سبأ - 14)، تبين الشعب المصرى أن الثورة هى الخلاص من عذاب القهر ومهانة الفقر، وأحرقت مقار الحزب الوطنى العنيد وأحرق المقر الرئيسى الذى أشبه ما يكون بمجلس الأمن فى واشنطن أو كعبة أبرهة الأشرم باليمن السعيد، وتساقطت كل الأقنعة المزيفة التى استهزأت واستبعدت فكرة «التغيير»، ليتيقن الجميع الآن أن «التغيير» سنة وناموس من نواميس الكون، لا يمكن لأعتى ديكتاتوريات العالم أن تمنعها أو تحجر عليها، لقد احترقت القاهرة واحترقت «مصر الثورة» لتحيا من جديد أعز وأكرم على دماء شهدائها الأحرار الذين أعجزوا كل لسان، وأضافوا سطوراً كثيرة سيدونها التاريخ، ويبقى الإعلام الحر حراً والإعلام المضلل مضللاً وسخيفاً خلفيته التى بقيت دائماً ذلك النصف الفارغ من «كوب الماء» الذى صدعوا به رؤوسنا طيلة الثلاثة عقود الماضية،

 بينما كان نصف الكوب الملىء فى ميدان الثورة وبميدان التحرير، ليصبح الآن صوت الحرية بمصر بلا سقف يمنعه أو يحجبه أو يتحكم فيه.. اليوم بقت لنا ثورة كالتى ينعم فى ذكراها كل العالم المتحضر الآن.. لكنها ثورة أبهرت كل الثورات، وحققت طموحات كل الثائرين، وثورة تحدثت فيها مصر عن نفسها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية