عجبت لأمرنا نحن المصريين، حيث مصرنا تحترق، ونحن ننهل من بئر السفسطة!! نقترب من الحل، ولكن جميعنا ينبش ويفتش عن معضلة دستورية هنا وأخرى هناك، لنعود إلى المربع «صفر»!! والذى يبعد عن النجاة بُعد السماء عن الأرض، إذا لم نجد عقبة دستورية أمام الحل فإننا نختلقها ونجسدها وننسف بها أمل الحل، والخروج من المصيبة والكارثة التى لن تُبقى على أخضر ولا يابس!!
عجبت لأمرنا حيث نخالف الكثير من أوامر الله عز وجل ليل نهار، وربما نباهى بمخالفتنا هذه، ولا نجرؤ على مخالفة بند من بنود الدستور، الغالبية العظمى منا تخالف المولى حيث لا تصلى فى جماعة ولا تزكى كما أمرها الخالق ولا تحج ولديها من المال الكثير، وربما تكذب وتنافق وتغتاب وتحقد، وكل هذا مخالف لأوامر الخالق، كما أننا فى بلاد لا تقيم الكثير من حدود الله فى السرقة والزنا!! نفعل كل هذا وأكثر، ونخشى مخالفة الدستور فى نقاط تقف حائلاً بيننا وبين إنقاذ البلاد من المحرقة!!
عجبت لأمرنا حيث جعلنا من الدستور كتابا نقدسه ونحترمه أضعاف تقديسنا واحترامنا لكتاب الله، يا عقلاء وحكماء وساسة ومفكرى مصر، تعاملوا مع الدستور مثلما تتعاملون مع الكتب السماوية، ربما يومها تغضون الطرف عن بعض البنود لتجدوا مخرجاً لمصرنا التى ابتليت بكم وبنا، حيث إن مصيبتها فينا تفوق مصيبتها التى تعانيها من أصدقائها الأعزاء فى تل أبيب وواشنطن.