رزقنى الله بولدين.. البكرى طبيب جراح.. والثانى أصغر منه بخمسة عشر عاما، وهو طالب بالصف الثالث بهندسة عين شمس.. فشلت فى جعله يعتنى بالشأن العام، فهو لا يقرأ حتى ما أكتبه!. يقرأ بدقة أخبار الرياضة، ويهتم ببرامج الكمبيوتر والموسيقى!!..
ومع بداية اندلاع الثورة شارك نجلى الأكبر فى المظاهرات.. ويوم الجمعة 28 يناير اصطحب معه أخاه لصلاة الجمعة بمسجد النور بالعباسية مع الشيخ حافظ سلامة، وخرجت المظاهرة فى اتجاه ميدان الجيش ثم العتبة..
عاد نجلى الصغير مبهوراً وقد تغير!! راح يقص كيف قامت إحدى الشركات بتوزيع مئات الكمامات عليهم، وكيف قام أحد التجار بتوزيع مئات من زجاجات المياه المعدنية عليهم.. وكيف انبهر بوعى الشباب المشارك وعدم التحرش بالنساء والتعاون لإسعاف المصابين.. إلخ!! من يومها لاحظت أنه يقرأ الصحف ويتابع الأخبار.. يذهب للتحرير صباحاً ويعود مساء، ليشارك فى اللجان الشعبية لحراسة المنطقة!!..
ذهب مصاحبا لأخيه الأكبر لتقديم مواد طبية بمركز قصر العينى.. وأمس الأول علمت من والدته أنه أصر على دفع معظم ما يدخر من نقود حصل عليها فى مناسبات مختلفة إلى أخيه ليشترى بها مزيداً من المستلزمات الطبية، وأنه مساء تبرع بالدم عند مسجد رابعة العدوية!! لقد حققت ثورة «25» يناير ما فشلت أنا فيه لسنوات!! فازددت يقينا بأن التغيير للأفضل سيتحقق سريعاً.. شكرا يا شباب مصر الأبطال.. وفقكم الله.. استمروا!!