جاء خطاب الرئيس مبارك الأخير يحمل مشاعر الإحساس بالأزمة الراهنة، ولكنه بالرغم من هذا لم يمس الجرح العميق للأزمة!.. فقد وعد الرئيس بتغيير المادتين 76 و77 وترك «المادة 88»، وهى لا تقل أهمية عن المادتين السابقتين!!.. فهى العامل الأساسى فى نزاهة الانتخابات..
كما خلى خطاب الرئيس من أشياء عدة يعانى منها المواطن، مثل «قانون الطوارئ»، الذى ذقنا مرارته خلال الأيام الماضية وغياب العدالة الاجتماعية، والتفاوت الرهيب فى الرواتب بين التدنى الرهيب والارتفاع المخيف.. الناس تنتظر من الرئيس كأس شفاء الغليل، وهى محاسبة ومحاكمة المتورطين فى الفساد، وإجهاد الوطن وبيع أصوله وأراضيه، ولو كان وزيراً فى وزارة سابقة!!..
مشكلة الشعب الآن أنه يعيش دون زاد ودون كرامة، ولذا هان عليه الموت جداً بعد إحساسه بالاغتراب داخل وطنه.. نحن نحتاج أن نعيد له كيانه، وأن نسمعه من قرب لا من بعد، ولكل هذا الخطاب لم يثمر عن كل ما هو مرجو منه، وأصبحنا الآن أمام فريقين، الأول وجد فى الخطاب حلاً، والآخر لم يجد وأصبحنا بين مؤيد للرئيس ومعارض، وعندما يلتحم الفريقان متشابكين تزداد الأمور تعقيداً، والكل هنا خسران.. وكيف نتحمل أن تسيل الدماء المصرية بيد مصرية لمجرد الاختلاف فى وجهات النظر.. لذا أدعو كل شخص قبل أن يعتدى على مصرى مثله أن يسأل نفسه لمصلحة من موت أحدنا؟!
