فى وسط غشاوة الظلام، الذى تعيشه مصر، تشرق علينا شمس شباب مصر فتضىء لنا النهار، وشمعة تحترق فتضىء لنا الليل.. قاموا بكل شجاعة ونبل بحراسة المنازل- تطوعياً بتلقاء حس وطنى صادق- من الخارجين على القانون، وتنظيم المرور، ومراقبة السيارات التى تمر فى الشوارع حتى إنهم أقاموا نقاط تفتيش وتنظيف الشوارع من المخلفات المتراكمة!! من علمَّ هؤلاء ذلك الأسلوب المتحضر؟ سوى وطنيتهم الصادقة وشجاعتهم وحبهم الحقيقى للوطن.. إننى أنحنى بكل التقدير لهم، لقد قمت بمصافحتهم وتهنئتهم وشكرهم على شجاعتهم، وانحشرت فى حلقى الكلمات من كثرة تأثرى!!
لقد تمكن هذا الشباب الواعد من أن يخرجنا من حالة الإحباط واليأس إلى نور الحياة وبهجتها، حفظوا لنا مصر سالمة من كل أذى ودمار.. افرحى يا مصر وتغنى بشبابك العظيم، فى الوقت الذى قام فيه الذين أدعوا مسؤوليتهم عنا بالهروب المخزى والتهريب!! وتنصلوا من مسؤوليتهم، ولم نعد نسمع لهم صوتاً بعد!!
لقد آن الوقت لأن يتولى حكم مصر جيل من شباب مصر.. ليسوا من رجال الأعمال، ولا من المتقربين للسلطة، ولا من المنتفعين ولا من أصحاب الجاه، ولكن من لهم ولاء حقيقى للشعب المصرى العظيم، الذى يستحق كل الخير.. يا شباب مصر العظيم لقد كتبتم بدمائكم تاريخ مصر العظيم من جديد، وأثبتم أنكم أحفاد رجال الوطنية المخلصة.. ولكن احذروا من الذين يعبثون بمقدرات هذا الشعب، ويدمرون مستقبل الأمة.. لا تسمحوا بغريب أن يندس فى وسطكم، حتى لو قدم لكم العسل والشهد، ففى عسلهم سم قاتل يطيح بمستقبل مصر العظيم.
أستاذ الرياضيات بهندسة الإسكندرية