تخرج نجلى الأكبر فى كلية طب عين شمس منذ عشر سنوات، حصل على الماجستير ويعد حالياً الدكتوراة، وهو جراح مميز فى مجاله.. متزوج وله بنتان (7 و3 سنوات).. اتصل بى بعد ظهر «يوم الغضب» كان صوته محاطا بضجيج شديد، وأبلغنى أنه فى مظاهرة بميدان الدقى، وبصحبته زوجته وابنتاه!! خطفت زوجتى الهاتف متوسلة إليه الانصراف من أجل الزوجة والبنتين!! المهم حضر لمنزلى وسألته عن سبب مشاركته؟.. فعلق «لأن العدل مفقود والفساد منتشر!!
تصور راتبى الحكومى بعد كل هذه السنوات حوالى ستمائة جنيه!! ولشعورى أنه يكفى ما قدمته لى لسنوات طويلة، دفعنى ذلك للعمل هنا وهناك بمتوسط خمس عشرة ساعة يومياً، وتمر علىََّ أحيانا أيام لا أرى فيها أسرتى، من أجل أن أوفر ما يجعل أسرتى تعيش عيشة شبه كريمة!
تصور زملاء لى لم يتمكنوا من الزواج بعد!!»، رأيت دموعا متحجرة فى عينيه.. فربتّ على كتفه قائلا «أترك زوجتك والبنتين.. واذهب لتشارك الشباب فى ميدان التحرير ربنا يوفقكم!!».. ختاما.. اليوم الجمعة أتمنى أن يتم التعامل بين الأمن والغاضبين بالحكمة.. فلا أتمنى أن يتحول اليوم إلى يوم «الجمعة الأسود».. ربنا يستر!!