لا أخفى عليكم أننى كنت أظن - واهماً - أن مصر ماتت، وأظن أن شعبها خمل!! كنت أظن أنه ترك السلاح - سلاح الحق - أظنه يئس، يئس، ترك الفأس، لكنه بعد ما شاهدته «يوم الغضب» أقول أستطيع أن أجزم بأنه مازالت هناك حياة، مازال هناك نبض فى جسد مصر وأولادها!! لكننى أضيف أن الحياء قد غاب عن البعض، وانتشر الخوف فى البعض، فمن خرج يندد بهذه المظاهرات بلا حياء.. ومن غاب ولم يواجه كان جباناً.. ومصر ليست وطننا وإنما أمن..
أعتقد أن المسؤولين إن وصلتهم تقارير صادقة بما جرى، وليس كتلك التى نشرتها وسائل الإعلام الحكومية والرسمية وشبه الرسمية، سيعرفون من هتافات المتظاهرين، ومن الأعداد التى تجمعت أن أعداد الساخطين زادت، وأن الكره ملأ الصدور، الكره الذى لا يوجه لأشخاص، وإنما للسياسات والظلم، أظن المسؤولين سيعرفون أن مصر نابضة قادرة على أن تقول لا، وإن نجحوا فى تفريق المتظاهرين، فلن ينجحوا فى قتلهم، ومن الأفضل أن يحلوا مشاكلهم، وإلا لن تكون العواقب فى صالحهم، وقد تكون فى غير صالح الوطن، فقد يركب الموجة بعض من أصحاب المصالح، ويستغلون أولئك المواطنين غير المسيسين فيهتبلون الفرص، وتموت التظاهرات الحية، وهذا خوفى، وخوفك، وخوف كل مصرى شريف يحب مصر، ويحب شعبها ويقلق على مستقبلها!!
وختاماً.. علينا أن نحاول الإبقاء على هذا النبض، الذى لم يزل فى جسد الوطن الأم، حتى نبقى على بقايا الأمل تسرى فى عروقنا، ولا محال النصر قادم، والمطالب ستتحقق بحكمة أولى الحكمة، حرصاً منهم - على الأقل - على كراسيهم، إن لم يكن على شعبهم، وأهلهم، ووطنهم، الذى له الفضل الأول والأخير - بعد الله - فيما وصلوا إليه، ولنا فى سوابق الآخرين عبرات أليس كذلك!
ماجستير تاريخ
