كانت الصفة التى نطلقها على الملك أيام الملكية أن الملك يملك ولا يحكم ولكن يملك ماذا؟ أنا شخصياً لا أعرف وإن كان ذلك كان سبباً فى تجاوزات كثيرة تراكمت وكان حتمياً أن تقوم ثورة تنهى عهد الملكية، وتولى الحكم رجال مصريون وطنيون يؤيدهم الشعب ويهتف ويغنى لهم، ويعيش حلم حياة ومستقبلا أفضل! أما الحكم فكان لحزب انتخب أعضاؤه فى البرلمان بأغلبية تعطى لرئيس الحزب حق تشكيل حكومة تدير أمور ومرافق وموارد ومصروفات الدولة، وينافس أحزاباً أخرى قائمة، فرصتها للوصول للحكم متساوية، وعينها على الانتخابات القادمة.. طبعاً لا يمكن أن ترفع الدولة يدها عن إنشاء وإدارة المرافق مثل المياه والصرف الصحى والكهرباء والطرق والإسكان والتعليم والبحث العلمى.. وتترك لكل مواطن تدبير أموره بمعرفته أو بالاشتراك مع آخرين!
قد يكون للحزب الحاكم ووزارته الأدوات التى يدير بها كل عناصر الميزانية والموازنة ولكن الدور والباقى على الأحزاب الأخرى، التى قد لا يعرف عددها الكثيرون بل لا يعرفون أسماءها أو أسماء القائمين عليها لسبب واحد أننا لا نجد تواجدا فعلياً لهذه الأحزاب فى الشارع! الحزب الحاكم يدير مجمعات استهلاكية، ماذا لو تخلى أحد هذه الأحزاب عن دوره كمتفرج وأقام سلسلة من المحال التى توفر احتياجات المواطن العادى من المأكل أو الملبس بأسعار تنافسية، وبالمثل ننتظر تحرك أى حزب لمنافسة الحزب الحاكم فى حل أى مشكلة، والمشاكل متعددة ومتنامية ومزمنة مثل البطالة أو القمامة أو الإسكان، يومها لن أتردد فى الذهاب إلى صندوق الانتخابات، وإعطاء صوتى لمرشح الحزب العامل فى الشارع، وليس للحزب الذى لا نأخذ منه غير كلام وبس!!
المهندس