x

انتصار مشترك

الثلاثاء 25-01-2011 08:00 |

عقب إلغاء معاهدة 1936 التهب الكفاح الشعبى ضد القوات الإنجليزية وبين شباب الفدائيين فى منطقة القناة، وكانوا يمثلون أيديولوجيات مختلفة من بعض الضباط الأحرار وأحزاب الأقلية والمستقلين والإخوان المسلمين، وكان يتولى تدريبهم الفريق عزيز المصرى، وضربوا أروع الأمثلة فى الكفاح المسلح، الأمر الذى دعا الحكومة المصرية للإشراف بنفسها فى تنظيم كتائب الفدائيين، وأخذ فؤاد سراج الدين باشا، وزير الداخلية، على عاتقه هذه المهمة الجليلة، وخاضت عناصر بلوكات النظام المعارك فى الإسماعيلية والسويس وبورسعيد والتل الكبير والقصاصين،

رغم ضعف إمكانيات التسليح إلا من بنادق «الليانفيلد» العتيقة فى مواجهة الرشاشات والدبابات، فجن جنون الإنجليز وهددوا بقطع إمدادات المواد البترولية من معامل التكرير بالسويس إلى العاصمة، وقرروا عزل منطقة القناة بأكملها، مما زاد من عنفوان المقاومة، خاصة بعد أن دمروا قرية كفر أحمد عبده بالمدينة وشردوا سكانهما، بل لقد حاصرت سفنهم الحربية السويس، دون أن يفت ذلك فى عزيمة الأهالى، الذين كانوا يستدعون من وقت لآخر الشعار الوطنى «يا عزيز يا عزيز بمبة تاخد الإنجليز»!!

مع تقديم العون للمحاربين.. قدمت بلوكات النظام منظومة تعاون مشترك مع الفدائيين فى واحدة من أشرس المعارك التى كاد ينساها التاريخ كما نساها المسؤولون فى المحافظة وتجاهلوا إطلاق مسمى «ميدان الأبطال» على مسرح عمليات المنطقة المعروفة بمعركة مصنع «الزراير» القديم بالمدخل الجنوبى للمدينة!!

كان لى شرف حضور هذه الموقعة آنذاك بحكم إقامتى مع الأسرة فى مرحلة الصبا.. فبعد ظهر أحد أيام ديسمبر 1951 تصدت عناصر من قوات بلوكات النظام لرتل من السيارات الإنجليزية المحملة بالجنود وأبادتهم مع قائدهم العظيم فى موقعة فاصلة تم بسببها منع دخول الإنجليز إلى قلب المدينة، بل وتم تهجير عائلات كبار قادتهم وترحيلهم عن المساكن التى كانوا يستأجرونها بالمدينة طبقاً لبنود المعاهدة الملغاة!! ويحق لنا فى هذه الذكرى العطرة أن نرفع القبعة مع تعظيم سلام لأبطال الشرطة الذين قدموا مع الأهالى «الروح والدم» بصدق وليس بالشعارات التى مللنا استدعاءها فى المناسبات السياسية المختلفة.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية