أدركت غزارة علم المرحوم الشيخ إسماعيل صادق العدوى، وأسلوبه المميز وأخلاقه العظيمة، واختلافه عن كثير من العلماء والصالحين فالتصقت به.. كنت حريصاً على صلاة الجمعة بمسجده، وعلى حضور مجالس العلم بمنزله، ومتابعته أينما ذهب!!
كان رجلاً صوفياً، ولكن من الغريب أنه لم يدع فى مجالسه للصوفية.. وذكر لى أن مشايخه منحوه الحق فى إعطاء العهد للمريدين، ولكنه لم يفعل ذلك مرة واحدة!!.. فى بداية معرفتى به حصلت منه على صورته وهو غير ملتح.. ومازلت أحتفظ بها فى محفظتى حتى اليوم!!
وقد التحى بعدها، وكان يضاحكنى قائلاً «غير الصور بقى».. فى البداية لم يعرفه كثيرون، فكانت ندوة مساء الاثنين فى منزله تجمع ما يقل عن عشرين شخصاً.. تستمر قرابة ثلاث ساعات يشرح خلالها من آيات الله وتعاليم الفقه.. كان خفيف الظل.. أستاذاً فى التنكيت بالتورية!!..
وفى أثناء حديثه الدينى يتوقف فجأة.. ويوجه حديثه لأحد الحضور مخبراً إياه أحياناً بأمور مستقبلية!! ذات مرة ضحك قائلاً لأحدنا: عندما تكون فى باريس قريباً تذكرنا بزجاجة برفان فرنساوى معتبر!! انتهت الندوة وانصرفنا وعلق الرجل: باريس إيه؟.. مفيش مصلحة أو احتمال سفر لهناك!! بعدها بأسبوعين كان الرجل فى باريس!! وغير ذلك كثير!!