x

اغضبوا ولا تخطئوا

الثلاثاء 25-01-2011 08:00 |

طبقاً لما نشرته- وتنشره- الصحف المصرية سواء القومية أو المستقلة أو الحزبية، فإنه من المقرر أن يكون يوم 25 يناير مخصصاً للتعبير عن الغضب، وفى الواقع فإن فى حرية التعبير عن الغضب شيئاً من العلاج النفسى بدلاً من الكبت الذى يؤدى حتماً إلى الأمراض، لكن المشكلة الحقيقية تكمن فى أنه أثناء التعبير عن الغضب تحدث الأخطاء العديدة، مثل مهاجمة المواطنين الأبرياء الذين هم فى واقع الأمر يعانون نفس المشاكل اليومية، وأيضاً يتم تدمير العديد من المحال دون ذنب، وتحطيم السيارات وفى بعض الأحيان إشعال النيران بها، ومهاجمة قوات الأمن ورجال الشرطة!!

 هنا يكمن الخطر الحقيقى الذى يخشاه كل مصرى مخلص لوطنه، من حق أى إنسان يشعر بالظلم أن يعبر عن غضبه بشرط ألا يخطئ فى حق نفسه، وفى حق أخيه المواطن، وفى حق وطنه، لذلك أيها الغاضبون أرجوكم أن تغضبوا ولكن لا تخطئوا، عبّروا عن غضبكم بأسلوب متحضر يشهد به العالم أنكم أبناء وأحفاد صناع الخلود بالحقيقة.. لا تتشبهوا بشعوب العالم الأخرى التى تدمر كل ما يصادفها، فما يحدث فى دول أخرى لا يناسبنا إطلاقاً، نحن لنا طبيعة خاصة فى تعاملاتنا مع المشاكل الحياتية!!

فليكن اليوم 25 يناير يوماً مقدساً فى عرض الاحتجاجات بصورة متحضرة، ونطلب من المسؤولين أن ينصتوا جيداً لهذه الطلبات، فإن كانت فى متناول المسؤولين أن يعالجوها بالحكمة والفعل لا بالكلام المرسل فليكن كذلك، وبذلك نجنى ثمار غضبنا السلمى بتحقيق أكبر قدر من المصالح العامة لأبناء هذا الوطن المقدس والمبارك.

يا أيها الإخوة الأحباب.. فلننظر إلى مستقبل وطننا ولا ندمره بأيدينا، فلا يستطيع أحد أن يؤذى إنساناً ما لم يؤذ هذا الإنسان ذاته، إذن من يقدر أن يؤذيك أيها الإنسان المصرى النبيل؟

والإنسان الذى يرتفع فوق مرتبة الأذى، هو الذى له هدف واضح فى الحياة، وما أكثر الأهداف النبيلة والقيم السامية التى ينبغى أن نتمسك بها فى رحلة حياتنا على الأرض!.. لا تتركوا للغضب موضعاً فى قلوبكم، بل تجاوزوا عن الشر بعمل الخير، فالصالح من كنز قلبه الصالح ينطق بالصالحات، والشرير من كنز قلبه الشرير ينطق بالشرور، والمصريون جميعاً أناس صالحون ينطقون بالصالحات.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية