x

«العسل الأسود صناعة مصرية»

الإثنين 24-01-2011 08:00 |

يجهل أبناء الجيل الحالى حياة زعماء مصر قبل الثورة، وعذرهم فى ذلك يرجع إلى محاولات تهميش دورهم ونزع صفحات سيرتهم الذاتية من الكتب الدراسية، باعتبار أن كل ما قيل عن الثورة هو الفساد الذى قاموا من أجل القضاء عليه، بينما يعرف القاصى والدانى أن الفساد كان آنذاك طفلاً يحبو قبل أن يتحول الآن إلى عملاق يأكل الأخضر واليابس، وعلى سبيل المثال كان سعد زغلول باشا هو أحد هؤلاء الزعماء العظام الذين قال عنهم المهاتما «غاندى» لقد تعلمنا منه الديمقراطية، بينما مازال الكثيرون يرددون تلك العبارة الظالمة التى نسبوها إليه بأنه قال «مافيش فايدة» ثم أضافوا إليها عبارات شديدة السواد «يا عم دى بلدهم مش بلدنا» «اربط الحمار زى ما صاحبه عايزه» «هو انت هاتصلح الكون»،

 والمؤكد أن الزعيم كان يهمس فى أذن رفيقة حياته صفية هانم زغلول بأنه «مافيش فايدة» عندما كانت تخفف عنه آلام المرض المبرحة ولا يعقل أن يقولها فى مواجهة شباب الأمة الذين واصلوا الجهاد من بعده فخرج الاحتلال الإنجليزى بكفاحهم مدحورًا من الباب عقب اتفاقية الجلاء 1954، ثم خرج مرة أخرى مقهورًا عندما حاول الدخول من الشباك عام 1956، وبعد انتصارات 1973 لم يعد هناك هدف قومى واحد يلتف المصريون حوله، بعد أن تعددت الأهداف الخاصة للنافذين فى البلد، وراحوا يغترفون من عسل الوطن الأبيض، مدعمين بالحصانة فى مواجهة لسعات النحل المؤلمة، فى وقت ظل فيه باقى الشعب لا يتذوق غير العسل الأسود مصرى الصناعة، رخيص الثمن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية