فى حياة كل منا بشر قد يكرمنا الله بمعرفتهم، فننهل من علمهم ونقتدى بأخلاقهم. من هؤلاء الذين أكرمت بصحبتهم فضيلة المرحوم الشيخ إسماعيل صادق العدوى، الذى تمر اليوم الذكرى الثالثة عشرة لرحيله، فقد مات عن عمر يناهز الثالثة والستين. تعرفت عليه عقب نكسة 1967 عندما ذهبت بصحبة صديقين من الكلية إلى حلوان لحضور جلسة دينية يعقدها إخوة من أتباع الطريقة الميرغنية، ومعظمهم من أهل السودان والنوبة.. وهناك قابلته للمرة الأولى.. كان شابا فى أوائل الثلاثينيات حليق الذقن.. ألقى درسا فسحرنى بأسلوبه وعباراته.. من يومها التصقت به..
كان خطيباً لمسجد سيدى أحمد الدردير خلف الجامع الأزهر.. كان يقطن بأسرته فى شقة صغيرة من حجرتين وصالة.. ويعقد بها مساء كل يوم اثنين مجلساً للعلم.. كان موسوعة رغم صغر عمره.. وكنت حريصاً على حضور خطبة الجمعة بمسجده.. أثارتنى قدرته على التركيز الشديد.. تحضر للخطبة فى أى لحظة فتعرف موضوعها!
يلقى خطبة كاملة تدور حول لفظ واحد مثلا كالجبال!! تسمع خلالها كل ما ورد فى القرآن والحديث والروايات عن الجبال.. ويختتمها بقوله فلينظر كل منا لجبال الذنوب، التى يحملها على كتفيه، وضرورة التخلص منها بالعمل الصالح والاستغفار.. ولكنى رأيت منه عجباً!!
