أنفلونزا H1N1 المسماة أنفلونزا الخنازير تضرب بريطانيا بقوة، ففى خلال أسبوعين كان عدد ضحاياها 105 منهم خمسة أطفال، وسائل الإعلام المختلفة هنا وفى مقدمتها الـBBC تدعو الجميع، خاصة كبار السن والأطفال، للتطعيم، والاتجاه يتجه إلى تعميمه على الأطفال أقل من 5 سنوات، خاصة بعد وفاة الطفلة (لانا أمين) التى توفيت هذا الأسبوع وعمرها 4 سنوات، لأنها لم تطعم من ثلاجة نظيفة (زى الفضة). لقد طعمت زوجتى وابنتاى الصغيرتان فى عيادة الممارس العام فى المستشفى الذى أعمل به هنا فى بريطانيا. ويجب علىّ أن أشير إلى مكتب صحة «عزبة سعد» بسموحة فى الإسكندرية.
فقد حتمت علىّ الظروف التواجد بمصر قبل توجهى لأداء الحج.. رغم مجيئى عن طريق ألمانيا، حيث سأحج مع مجموعة من ألمانيا لانخفاض التكلفة كثيراً عن الحج من مصر. وكان علىّ أن أطعم بذلك المكتب ضد الالتهاب السحائى، وعندما تسلمت شهادة التطعيم الدولية تبين لى أن الممرضة قد طعمتنى كذلك بمصل H1N1 دون أن تأخذ رأيى أو موافقتى. وعندما تحسست صندوق التبريد القذر تبين لى أنه ساخن.. يا للمهزلة.. لا توجد ثلاجة!! فالطعم فاسد!! من ناحية أخرى لقد أصرت الممرضة البريطانية الملتزمة على أن تتيقن زوجتى من درجة حرارة الثلاجة وتاريخ انتهاء الصلاحية. ياللهول (يرحم الله يوسف بك وهبى) على الفرق بين البشر.
ولما كانت زوجتى والأولاد سيسافرون إلى مصر خلال أيام، ويتعين أخذ الجرعة الثانية من المصل بعد أربعة أسابيع، فقد رفضت الممرضة إعطاءهم حقن المصل المعدة مسبقاً، رغم رجاء زوجتى وإفهامها أنها ستحفظ المصل خلال ساعات رحلة الطائرة فى صندوق خاص بالتبريد. رفض الممرضة ليس تعنتاً ولا عناداً وإنما أوضحت لزوجتى أن المصل يأتى العيادة فى سيارات خاصة، ويفقد الفاعلية إذا لم يؤخذ خلال ساعات قليلة.
وبعد، فقد صرح مدير الإدارة الصحية فى ملحق «إسكندرية اليوم» بأن مصل العام الماضى مازال صالحاً للاستعمال. لى رجاء أن يرينى السيد المدير المخازن التى يحفظ فيها المصل.. ولا تعليق.
دكتور
استشارى أمراض الروماتيزم - بريطانيا