جميعاً يملؤنا الغضب
ولكنا لسنا مجانين
جميعاً يسكن داخلنا
من حادث الإسكندرية
حزن دفين
جميعاً نقف صفاً
نواجه الشياطين
دعونا نسمع صوت العقل
ونخاطب داخلنا الإنسان
نقهر الحيوان
ونبحث سوياً عن اللعين
مرت ستون عاماً
لما أشعل فى القاهرة حريق
يريد أن يقسمنا أكثر
من فريق
فإذا الأمة ما بين تائه
فى درب التطرف وضال فى وادى العنف غريق
ونضل الطريق
ونفقد الأخ والصديق
ولا نحصد إلا خراب
وفرقة فيضحك الشيطان منا
ويعيث فى أرض مصر فساداً
وتمزيق
ففى الإسكندرية
اختلطت دماؤنا
فعاد عيسى
لمحمد شقيق
حذار فلإن النيل مقصدهم
وفى دارفور
والجنوب أصابعهم
تمارس التفريق
بيد ملوثة بالدم
عبر العصور
حية بحجم ديناصور
قتلت برنادوت
وأشعلت ناراً
لتحكم العالم بفساد
وإفساد برباط وثيق
سلوا الصليب عنهم
يجيب
من يمتص منا دمانا
ومن العالم الرحيق
من علق المسيح على الصليب
ويعلق البشرية على الخوازيق
من يحمل للدنيا الكراهية والاحتقار
يشعلها نار
يريد التطبيع يقتحمنا ببجاحة
ووجه صفيق
هو صاحب الدم فى الإسكندرية
وإن اختلفت الوجوه الفاعلة
لما نزيل عنها المساحيق
سيتبدى الشيطان لنا
عدواً غادراً.. أفيقوا إخوة الوطن
إن لم نتحد يقهرنا ولن يكون بمصرنا شفيق
سلوا القرآن والإنجيل والتاريخ
والعربان والرومان والإغريق
أفيقوا واعلموا
من العدو
ومن الصديق
دعونا.. نعود.. نزرع الورود
ونحصد الحب سوياً
لنرشف من أزهار التقدم
رحيق
معاً نبنى الوطن
نتشارك الأفراح
فمصيرنا واحد
يكاد يدهمنا اللعين
بفرسه يريد
أن يردينا فى وادى سحيق
لا منجى منه
فدعونا نسير
فى درب المحبة
ولا يعمى الحقد أبصارنا فنضل الطريق
