أطالع صباح كل يوم عدداً كبيراً من الصحف والمجلات وتوفيراً للوقت فقد تعلمت من أستاذتى الصحفية الكبيرة ليلى الجبالى القراءة «بالعرض». فليس كل ما تكتبه الأقلام يستحق القراءة!! وعندما تستوقفنى بعض المقالات المميزة أقرؤها «بالطول» وبعناية!!..
من تلك المقالات التى أثارت انتباهى ما كتبه السفير سيد قاسم المصرى، مساعد وزير الخارجية السابق، ودعونى أذكر بعضاً مما كتبه أخيراً متعلقاً بالسودان!! قال: فى رأيى أن أهم أحداث عام 2011 بالنسبة لمصر وللمنطقة هو «انفصال جنوب السودان»، ذلك الانفصال قد تقرر منذ أمد بعيد، بينما نحن فى مصر فى غفلة.. أو قل لا مبالاة عجيبة!!
فقد تركنا الأمر لمنظمة الإيجاد والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، وكأنه يحدث فى قارة نائية ليس لنا بها مصالح حيوية بل حياتية تتعلق بالحياة أو الموت!! وذكر سيادته أن وزارة خارجيتنا بدأت «هذا الأسبوع» بدراسة السيناريوهات المحتملة.. وهى دراسة جاءت «متأخرة» عشر سنوات على الأقل!!
وأضاف أنه شارك فى لقاء عام 1995 فى باندونج، ودار حديث بين عمرو موسى، وزير خارجيتنا وقتها، والسيد على عثمان طه، وزير خارجية السودان وقتها، وقال طه إن الجنوب سينفصل لا محالة والمسألة مسألة وقت.. كان ذلك منذ خمسة عشر عاماً!! ما أروع أداءنا!!
