تابعت بالأمس بمزيد من الأسى والحزن، ما كتب - قديماً وحديثاً - عن السد العالى فى ذكراه الأولى بعد الخمسين، ذاك الصرح العظيم (المصنف دولياً ضمن أهم عشرة مشروعات هندسية فى القرن العشرين) الذى جمع حوله الشعب المصرى على قلب رجل واحد، شعب يرغب فى تحقيق حلم وطنى واحد.
لطالما أضجرنى اختفاء فكرة «الحلم القومى» بين ظهرانينا (اللهم إلا اجتماعنا حول الساحرة المستديرة!!)، إن الفشل الحكومى الذريع فى إتمام مشروع قومى ضخم بنجاح (كالملف التعليمى وتصدر إحدى جامعاتنا مركزاً دولياً مرموقاً، على سبيل المثال لا الحصر)، أدى إلى اختفاء فكرة الحلم الوطنى والترابط الأممى وراءه، بالإضافة - طبعاً - إلى فقدان الثقة فى كل ما هو حكومى وحل الرباط المقدس بين المواطن والمسؤول.
إننى الآن وأنا أطالع ما سطر عن السد العالى، أبكى كمداً على حالنا!! وأخط كلماتى بحبات عرق من كدوا فى إنشاء ذلك الصرح، أكتب تحية للجيل البائد، ورثاءً لحالنا، وأملاً فى الجيل القادم، عله يكون أفضل حالاً وأقوم قيلاً.
إسلام عبدالشهيد حنيش
islamhenaish@hotmail.com