x

الامتحانات وبعودة الأيام

الثلاثاء 18-01-2011 16:59 |


فى هذه الأيام المباركة التى نعيشها الآن وهى الامتحانات، حيث هدوء الأعصاب والروقان وحالة اللامبالاة التى تنتابنى، أسرح بفكرى كثيراً لأسجل أهم ملاحظاتى حول هذه الأيام، وجدت أن أيام الامتحانات تصاحبها ظواهر ما إن تظهر حتى أدرك حقاً أن الامتحانات اقتربت.


أول شىء هو انقطاع الكهرباء، فأثناء الامتحانات يكثر انقطاع الكهرباء عندنا (طب وأنا أسكت.. أبدا) أرفع سماعة التليفون وأطلب شركة الكهرباء لأبلغ عن هذا الانقطاع، الذى قد يستمر لأكثر من ثلاث ساعات وبكل ترحيب وبشاشة وحب يرد علىَّ الموظف المختص طالباً العنوان لاتخاذ الإجراءات اللازمة ويمر الوقت ولا يحدث شىء، ثم أتصل مرة أخرى فيخبرنى الموظف - ربنا يخليه لينا- بأن الفنيين ذهبوا للعنوان المبلغ عنه، أغلق الخط وكلى إعجاب بسرعتهم فى الوصول، فهم يستحقون، عن جدارة، شعار (أسرع دليفرى فى مصر)، أنظر من البلكونة لأجدهم واقفين أمام صندوق الكهرباء يخرجون ويدخلون فى أسلاك ثم ينصرفون وبعد ساعة تعود الكهرباء لتسطع فى منزلنا مرة أخرى، وهكذا يكون ضاع أكثر من 5 ساعات من اليوم مع الكهرباء، يتكرر هذا الموقف كل يوم أثناء الامتحانات (أستغفر الله العظيم هما بالظبط كل يومين بلاش افترا) لدرجة إن الموظف المختص بتلقى الشكاوى حفظ اسمى وعنوانى عن ظهر قلب وأصبحنا أصدقاء، لدرجة أنه فى إحدى المرات أغلق الخط (إحم.. إحم فى وشى) بمجرد أن سمع صوتى (أكيد مزعلتش.. الراجل كان قصده يوفر لى وقتى)، وبعد العديد من المحاولات معهم يئست وقررت أن أحزم حقائبى وأتجه إلى أحد بيوت أقاربنا، ولأننى من أنصار نظرية المؤامرة توصلت إلى أن هذه مؤامرة بين وزارتى الكهرباء والتربية والتعليم حتى يقللا من الأعداد التى ستدخل الجامعات دون الدخول فى صراعات مع الطلبة وأولياء الأمور، وبعد أن كشفت خطتهم قررت ألا أخضع لها وأصبحت أذاكر بالنهار رافعة شعار «حتى لو قطعتوا النور أسبوع.. برضه هنعرف نجيب مجموع».


من ظواهر الامتحانات أيضاً كثرة الأفراح والمآتم فى الشارع الذى أسكن به، ونظراً لأننى أسكن فى منطقة شعبية، لذلك لم يصل اختراع دار المناسبات إلى جيرانى الأعزاء فكل ما يريدون فعله يكون فى الشارع، ففى حالة الفرح أستيقظ مفزوعة من قبل الفرح بيوم على صوت الـ «DJ»، الذى يصدح بالغناء من أول النهار حتى آخر الليل لمدة يومين، حتى ينتهى الفرح وأنتهى معه وأنهار عصبياً، وفى حالة المأتم يقومون بتشغيل القرآن ثلاثة أيام (يعنى هى جت عليهم..إشمعنى بتوع الفرح) ليست المشكلة عندى فى أن يفرح أو يحزن الناس (الجيران برضه لبعضيهم) ولكن الذى يجعلنى أشد فى شعرى - الذى تساقط معظمه - هو أنهم يتركون السنة بأكملها ولا يقيمون الفرح إلا أيام الامتحانات (طب المأتم وعرفنا إنه مالوش وقت.. الفرح بقه إيييييه) صيفاً أو شتاء، فهم معى فى كل الفصول بشرط وجود امتحانات، مما يجعلنى أعود لنظرية المؤامرة التى أتبعها، فهؤلاء الناس ليسوا جيرانى هم أناس مأجورون حتى يقيموا الفرح ويفسدوا قدرتى على المذاكرة، حتى إنه فى أوقات الفرح لا تنقطع الكهرباء، كما ذكرت سابقاً، فما يحدث هو أنه يوجد فرح أو تنقطع الكهرباء (يعنى متحاصرة)، ولذلك أعلنت استسلامى لهم ورفعت الراية البيضاء وودعت الدراسة، وقررت أن أجلس فى البيت بانتظار ابن الحلال، وتوبت عن التفكير فى الدراسة والطموح وتحقيق الذات، وأصبح أقصى طموحى هو تعلم طريقة عمل المكرونة بالبشاميل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية