أشهد أننى طيلة حياتى ومنذ طفولتى إلى الآن، لم أر أو أسمع عن عُنف نسب إلى الأقباط، بل أحيانًا ما يسافر خيالى لمساحات بعيدة لأعود بذاكرتى للمرحلة الابتدائية، حيث جارتى فى المسكن وصديقتى ورفيقة البراءة »جاكلين لمعى»، كنا نعيش كامل يومنا سويًا، نذهب ونعود من المدرسة معا، ونكمل يومنا فى بيتها ليذاكر لنا والدها «عمو لمعى»، ثم وصلنا للمرحلة الإعدادية مع رفيقات أخريات، وكانت لى منافسة رقيقة مميزة فى مادة الرسم تدعى «إيفيت»، وبرغم ذلك كنت أستشعر معها معنى «الله محبة»، وفى المرحلة الثانوية لا أتذكر سوى صديقاتى المسلمات وتلك كانت مرحلة حرجة بطبيعتها، أما فى الجامعة، فنظرًا لأن اسمى يبدأ بحرف الياء، فكان الاسم الذى يليه مباشرة لصديقى الصدوق والذى أحفظ اسمه كاملاً عن ظهر قلب كما أحفظ ابتسامته الدائمة وعلاقتنا الطيبة، وهو «يوحنا عاذر أمر الله شنودة»، فى الحقيقة لا أعرف أين استقرت بهم الحياة الآن؟ وكيف هى أحوالهم؟ لكن كل ما يمكننى قوله إننى أشهد لهم بالأخلاق الدمثة والتسامح وحسن المعاملة، وصوتهم الهادئ الذى يعكس نفسيتهم السوية.
لذا فإن أبناء هذا الوطن المخلصين كانوا وسيبقون محط أنظار الحاقدين، ومن الأمثلة المشرفة للوطن الدكتور مجدى يعقوب، كما الدكتور أحمد زويل، فلا ينكر وحدة الوطن إلا كل مريض بالآفات الرجعية المتخلفة، إذا كنا كشعب غدونا مصابين بالأنيميا السياسية والاقتصادية، فلن يتبقى لنا سوى محبتنا، التى أصبحت مستهدفة من أعداء مصر الإرهابيين، الذين لا دين لهم، لأنه لا يوجد دين يأمر بقتل الإنسان لأخيه الإنسان، ويذكرنا ذلك بالقول الجلل «إن هدم الكعبة حجرا حجراً، أهون من قتل نفس»، وما هذه الدماء التى سالت فى كنيسة القديسين إلا دليل جديد على استهداف بلدنا وشعبنا، ومحاولة طعنه فى أعز ما نملك ألا وهى وحدتنا.
وسيبقى لسان حالى يقول دائمًا وأبدًا.
أومن بالابتسامة.. وهى لغتى
أومن باليهوديـة.. وهى توبتى
أومـن بالمسيحية.. وهى محبتى
أومن بالإسلام.. وهو دينى وفطرتى
أومن بالإنسانية.. كلها وطنى
أومن بالسلام.. هو ديدنى، وإليه دعوتى
أنا المصرية.. ولو شَّرحتُم جسدى، لسالت منه المحبة والسلام.