يا عميقًا فى فؤادى ودفينا يا ألم
كيف تهدى فى قصيد كيف تروى بالقلم
أعجز القول بيانى لا حروف.. لا نغم
نم قريرًا فى ضلوعى ابق ممزوجًا بدم
لن ترى النور كأعمى أنت فى الدنيا أصم
مثل مومياء تباكت ذات يوم فى هرم
هل سيجدينى حديثى هل سيغنينى الكلم
ضعفنا قد صار زادًا تحت أقدام الأمم
وتغدينا فسادًا فى الضمائر والذمم
وانكسارات توالت بالتدنى فى الهمم
بين أخلاق تلاشت وتناسينا القيم
وانتماء لا نراه وضياع للنعم
وظلمنا الدين جهلاً وادعيناه قدم
شعبنا قد بات زيفًا قاعه أضحى قمم
قد بنوا بالمال ملكًا بعضهم كانوا رمم
ونرى أهل المبادئ ما لهم إلا اللمم
يتباكون صياحًا وسط أحزان غم
بعدما ضاع بليل بين أحضان الندم
قالها القرآن صدقًا لم يلج جمل بسم
لن نخادع لن نوارى فالحقيقة أهم
سوف تلقى فى الوجوه بالنيران والحمم
ما ستفضى يا فؤادى ما ستدلى يا قلم
غير حزن أو أسى فى حيرة تدنو وهم
بين أضلاعى تعزى فى ملال وسأم
ضاق بى صدرى تشاكى فى اعتراض وسقم
فمسارنا سويًا سوف يمضى للعدم
راجعين يا إلهى يارحيمًا بمن رحم
