لأننى جنوبى سافرت أحمل.. ما تبقى من حنان مشاعرى.. ورفات حب كان يومًا بيننا.. لأننى جنوبى.. ولأننى ولأنك.. ولأننا.. قد جئنا فى زمن الأنا.. لأننى جنوبى.. جئت أبحث.. عن صدق المشاعر.. فلم أجد إلا الحجارة.. وهل فى الحجارة.. نبحث عن مشاعر؟.. لأننى جنوبى.. أختنق.. أحترق.. فالمدينة تقتل كل شاعر.. لأننى جنوبى.. رفضت أن أكون.. من بائعى الأرض.. من تاجرى العرض.. من ميتى الضمائر.. لأننى جنوبى.. رفضت أن أجلس.. على مقاعدكم.. وأن أكتب فى جرائدكم.. فأنا لا أجيد فن التلاعب بالمصائر.. لأننى جنوبى.. جئت أبحث فى مدينتكم.. عن علم وعن عالم.. فوجدت قنينة خمر.. وعصرا بلا معالم.. وشبابًا تائهًا فى دروب الليل حائرًا!!