x

تغيير السلوك وليس الدين

الأربعاء 12-01-2011 08:00 |

من يفرحون بانضمام أتباع جدد إلى ديانتهم، ويحاربون الليل والنهار من أجل الافتخار بأن دينهم له قبول لدى الناس!! أقول لهم لا تحاولوا أن تغيروا دين الناس، ولكن غيّروا سلوكهم أولا.. فقد يكون إنسان لا يعبد الله ولديه قيم إنسانية عظيمة، وقد يكون إنسان تابعاً لدين معين، وهو قاتل وسارق وزانٍ، فعلام الافتخار بهذا الشخص؟ أن مثل ذلك نكبة على الدين وليس فخرا له.. إنها ليست دعوة إلى الكفر، لكنها دعوة إلى حرية العقيدة مهما كانت، دعوة يجسدها الله نفسه »عز شأنه« حينما يترك الذين لا يعبدونه ينعمون بحياتهم كاملة، وهو القادر على إبادتهم بكلمة منه، لكنه يتركهم بمبدأ تساوى الفرص..


 الله يريدنا أن نحبه ونعرفه لكن بإرادتنا الكاملة وليس بالإكراه.. هنا أنادى من يسعون إلى تلك الأمور وأقول لهم: غيروا سلوك الناس فى الحياة.. لأن الحياة لا تستقيم إلا بالتنوع واحترام الآخر، فالله لم يأمرنا بقتل الناس لأى سبب، فمن يقتلهم لا دين له، كما أن السلوك الإنسانى والقوانين المدنية تحرم قتل الإنسان لأخيه مهما كان السبب، أيضا ومن يفعل هو خارج النظام، ولابد من قطعه من هذا النظام.. الدين هو علاقة سرية بين العبد وربه، إذا خرجت خارج النفس أصبحت مظهراً من مظاهر الافتخار التى لا قيمة لها.. حين نختلف فى العقيدة ونحن فى دولة واحدة ما الحل؟ هل نجبر فئة من هؤلاء المختلفين دينيا على تغيير دينها ليتوافق الجميع؟ أم نجبر الأقلية على الانصياع إلى شرعية الأغلبية لأنهم أكثرية أو لأنهم يعتقدون أن شريعتهم هى المثلى إطلاقا.


 هذا كلام جهل ما يحكمنا هنا هو السلوك الذى لابد أن يتوافق مع المجتمع الذى نعيش فيه عن طريق وضع قانون مدنى يلتزم الجميع باحترامه، إنها القاعدة التى انطلقت منها دول العالم المتقدم فوصلت إلى ما هى فيه الآن.. مع العلم بوجود جميع الأديان فى هذه الدول تمارس حقوقها بكل حرية ومساواة بين الجميع ولا توجد نبرة دين الأغلبية والأقلية، وما يحكمهم هو السلوك الإنسانى الذى استطاعوا ضبطه منذ زمن.. الآن نحن فى أمسّ الحاجة إلى ضبط سلوكنا لكى يتوافق مع سياسة الاختلاف وقبول الآخر، الشيطان وقوى الظلمة هى الوحيدة التى ترفض الاختلاف.. لابد أن نجنب الدين جانبا فله كل الاحترام، فلا ندخل به فى غمار السياسة متغيرة الألوان والأطياف التى تنقلب إلى اليمين واليسار.. وننظر إلى الإنسان ونركز على ضبط سلوكه حتى نصل به إلى السلوك المطلوب والحميد.




[email protected]

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية